أنشأت أثيوبيا سد النهضة دون التشاور بصورة واضحة وفقًا للقانون الدولي مع دولتي المصب: السودان ومصر، وهذا الأمر ألقى بظلال سالبة على مجمل العلاقة بينها وبين تلك الدول. مؤخرًا ظهرت بعض الحقائق السياسية والأمنية له. وأتضح بأن أمريكا وربيبتها إسرائيل من وراء قيامه. لذا تجاوزه لهدفه المعلن بات جليًا. ملأت أثيوبيا بحيرته على مراحل متجاوزة حق الشركاء. بل رفضت حتى الرأي الفني من تلك الدول. هذه الأيام ظهرت مقدراتها الصفرية في التعامل مع كارثة الفيضانات التي عمتها. الأمر الذي دفعها لفتح بعض بوابات السد. وبالتأكيد هذا الفتح تم بدون تنسيق مع دولتي المصب؛ لأنه ليس هناك اتفاق بالمعنى الواضح معهما. المهم في الأمر سوف يتم فتح المزيد من البوابات. وتلك هي الفرصة التي تنتظرها دويلة الشر. أبي أحمد أحد أدوات الدمار الأماراتية. ولطالما هناك فسحة من ملاحقة قانونية ضد أثيوبيا بخصوص فتح وقفل بوابات السد، نؤكد بأن مشيخة أبو ظبي سوف تستخدم سلاح الفيضانات لهزيمة الدولة السودانية. وخلاصة الأمر نرى بأن نكون على قدر التحدي. فنحن أمام عدو ليس عنده كوابح من أخلاق. ولم يعرف الخطوط الحمراء في تعامله معنا. لذا سياسة (أضان الحامل طرشاء) غير مجدية مع الخطر الداهم الذي وصلت طلائعه كثير من المناطق على ضفاف النيلين ونهر النيل.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٥/٩/٣٠
