نحر المنطق: هل رفض الغزو الخارجي وعنف الميليشيا من علامات الكوزنة؟
س – هل يصلح رفض الغزو الخارجي والدفاع عن سيادة الدولة ومؤسساتها ورفض ميليشيا همجية كدليل علي الكوزنة؟
ج – لا أري أي رابط منطقي بين الموقف السياسي أعلاه والكوزنة. من الممكن أن يكون رافض التدخل الخارجي كوز كما يمكن أن يكون عدوا لهم أو قد يكون صديقهم أو خصمهم بأنصاف أو محايد تجاههم. لا يوجد أي رابط منطقي ضروري بين الكوزنة والأيمان بحق الشعب السوداني في السيادة بعيدا عن بطش الميلشيا وتدخل الخارج بتسليح الغزاة وتمويلهم وتجنيد المرتزقة من كل قارات الأرض ليقتلوا أهلنا ويدمروا بنانا التحتية.
س – إذن لماذا يتهمنا البعض بالكوزنة لمجرد رفضنا لغزو الخارجي ظالم وميليشيا بطشت بشعبنا في الجنينة وود النورة والهلالية وعشرات الأماكن الأخري؟
ج- الإجابة في ثلاثة نقاط:
– النقطة الأولي: يمكن أن يأتي الإتهام بالكوزنة من أخدام الغزاة وأعضاء الميليشيا أو المتحالفين معهم سرا أو جهرا بغرض تقبيح المقاومة وتخذيل الشعب حتي يستسلم لاستباحة حرماته.
– النقطة الثانية: يمكن أن يأتي الإتهام من أفراد أو جهات محايدة عن خوف أو سوء تقدير ولكنها لا تطمئن لحيادها وتشعر بالحرج. وبالذات يحرجها قولنا بوجود خيار آخر يناصر السيادة ووجود الدولة من غير أي تبعية في ماض أو حاضر أو مستقبل لعسكر أو كيزان عابرون في تاريخ السودان الممتد. إمكانية رفض الغزاة بحزم وبلا حياد دون التورط مع كيزان أو حكم عسكري مرايا تحرج المحايدين لذا يحاولون كسرها حتي لا يرون فيها بؤس موقفهم المبني علي خيارات كاذبة توحد بين الدفاع عن الدولة والدفاع عن حكومة معينة أو كيزان. هذا مع العلم أن الكيزان سودانيون لهم كامل الحق مثل غيرهم في تراب هذا الوطن، وهذا حق أخلاقي لا يتوفر للغزاة الذين تكالبوا علي السودان من كل حدب وصوب، من جبال كولومبيا إلي صحاري أفريقيا ومتاهاتها مرورا ببنوك ومخازن سلاح أسيا وأوروبا.
– النقطة الثالثة: يمكن أن يأتي الاتهام من كائنات جاهلة، سطحية الثقافة وعاجزة عن التفكير المركب في قضايا معقدة أو حتي متوسطة التعقيد. هذه المجموعة تري كل أطروحات السياسة من خلال ثنائية كيزان أو لا كيزان. فلو رفض الجنجويد ميلشيا، تحالفوا معها أو هادنوها. ولو قال الكيزان لا للغزاة، برروا للغزاة ونبشوا في تاريخ الكيزان لتحريف النقاش عن مساره.
تجد دعاية الغزاة تربة خصبة في أوساط أهل الجهل المسطح وتستغل طيبتهم البريئة ليحفروا قبور أهلهم ووطنهم بأيديهم. عكس حلفاء الميليشيا والمحايدين بالتدليس، فئة بسطاء الفكر ما بنقنع منها. فهم قوم طيبون أمينون متي ما أبصروا الحق وعادوا إليه نرحب بهم. أما حلفاء الميليشيا بالعلن أو بالتقية والمحايدين بالتدليس، فهؤلاء لا عذر لهم لانهم يعرفون الحقيقة ويتظاهرون بغيرها أما عن خوف أو عن طمع أو عن رغبة في أن ينتقم لهم الجنجويد والغزاة من خصومهم التاريخيين من عسكر أو كيزان حتي لو كان الثمن هو فناء الدولة السودانية ونزوح أكثر من أثني عشر مليونا من الشعب وإغتصاب ألاف النساء ومنهم من حبلن من الجنجويد ولا يدرون ما العمل. ولعمري هذه نرجسية مريضة مريضة بدرجة قف.
معتصم اقرع

