بولوس يكشف عن الدور الأميركي في إسقاط الفاشر!
مُسعد بولوس في لقائه مع الجزيرة مباشر قبل قليل لم يحاول حتى أن يواري تواطؤه الضمني مع سلطة أبوظبي، ولا مساهمته في خداع الحكومة السودانية عبر دعوة وزير الخارجية ووفده إلى واشنطن لتخدير القيادة وإدامة حالة “التبريد غير المعلن” لجبهات القتال في كردفان في فترة “الحوار الثنائي” من زيورخ للقاهرة وواشنطن.
خلال المقابلة، تحوّل بولوس إلى ما يشبه الناطق العسكري لمليشيات أبوظبي، إذ “تنبأ” بأن احتلالها لن يتوقف عند الفاشر بل سيمتد إلى مناطق في كردفان، في ما يبدو كإقرار ضمني بمخطط توسعي يجري تمريره بقبول ومباركة أميركية، في ما يُعتبر مساهمة واضحة في الضغط على السودان وابتزازه بوحدته وسيادته بالوكالة عن أبوظبي.
بولوس يكرّر عمليًا ما فعله بلينكن قبل منبر جنيف، ويؤكد أن الخداع أصبح أحد الأدوات الصريحة في سياسة الإدارة الجديدة الخارجية. في حديثه قال ما كان يسرّ به بيريللو العام الماضي: أن “من إيجابيات سقوط الفاشر تحقيق توازن يُجبر الحكومة على التفاوض مع الدعم السريع” تحت تهديد تفتيت السودان واستدعاء النموذج الليبي.
كما كشف عن دور الدعاية القحاطية العميلة حول وجود “تفاوض غير مباشر”، والتي ما كانت إلا ستار دخان لإخفاء حقيقة ما يُحاك ضدنا. ليبقى بولوس والقحاطة وعمسيباتهم جميعًا جزءًا من عملية تخدير وتغبيش مستمرة للواقع، تُدار للتضليل عن طبيعة التحدي الوجودي الذي يواجه السودان. أراد بولوس أن يقنعنا بأن المليشيا ستتوقف عند احتلال الفاشر وإبادة أهلها، ويبدو أن أشواق القيادة السياسية تجعلها لا ترى الحقائق كما هي، بل كما ترغبها أن تكون.
Ahmad Shomokh
