البرلمان يصرخ
تلقيت المداخلة التالية من الدكتور حسن عابدين الدبلوماسي المعروف.. يعزي الشعب السوداني في برلمانه..
برلماننا يناشد ويستجدي حكومتنا…..!!
(أصدرت الهيئة التشريعية القومية (المجلس الوطني + مجلس الولايات) إعلاناً مدفوع الثمن نشرته صحيفة “آخر لحظة” يوم الاثنين ٣ مارس الحالي تناشد – أي والله تناشد -الجهاز التنفيذي/ الحكومة التدخل السريع لاحتواء النزاعات والتفلتات الأمنية في شمال دارفور: وجاء في الإعلان أو البيان أن الهيئة إذ ترسل هذه الصرخة (البرلمان يصرخ!).. نعزي أهل الشهداء ونتمنى للجرحي عاجل الشفاء!! .
البرلمان في النظام الديمقراطي يراقب ويستجوب ويحاسب الحكومة على أخطائها وقصورها وعلى فسادها وخطاياها ولا يستجديها أو يناشدها ويصيح ويصرخ في وجهها في الصحف!!
ألم نقل من قبل إن برلماننا هذا ليس برلمان الشعب وإنما هو برلمان الحكومة وحزبها: يبصر بعين الرضا ويغض الطرف عن كل عيب ونقص ولا يملك سوى التوسل والاسترضاء والإجازة والبصم من بعد؟.
إذاً، لماذا انتخابات بعد عام كلفتها مليارات الجنيهات ينافس فيها حزب الحكومة نفسه للمرة الثانية ويستنسخ بها برلمانه الحالي؟. أم أنها انتخابات غير وبرلمان غير إذا قال أسمع وإذا ضرب أوجع؟……)
حسن عابدين
انتهت رسالة الدكتور حسن عابدين..
المشكلة عزيزي دكتور حسن عابدين أن الحكومة والمعارضة وكل الأحزاب يعتقدون أن البرلمان هو مجرد تابع للجهاز التنفيذي.. ولهذا يكون التفاوض دائماً حول المحاصصة في مجلس الوزراء.. ومطالبة المعارضة دائماً بـ(حكومة قومية أو انتقالية).. لا أحد يبحث عن دور في البرلمان..
ولو جمعنا مخصصات أعضاء الهيئة التشريعية (البرلمان+ مجلس الولايات) والمصروفات التشغيلية الأخرى فإن الميزانية التي ننفقها على مؤسسة منزوعة الإرادة.. (لا تهش ولا تنش) تكفي لحل مشكلتي التعليم والصحة.. بالله عليكم كم ننفق في التعليم.. عظم الظهر الذي تُبنى عليه الأمم؟.. وكم ننفق في الصحة.. رأسمال الإنسان.. قياساً بما ننفقه في هذه المؤسسات المشلولة العاطلة عن دورها؟.
لن ينصلح حالنا السياسي طالما (عقيدتنا البرلمانية) ترعى بقيد الجهاز التنفيذي.. وطالما أن الحزب الحاكم يحكم ضمير نوابه.. لا يُريهم إلا ما يرى..
ألم يصفق النواب لوزير المالية حينما أعلن قرار رفع أسعار الوقود؟.. بالتأكيد العاطفة الحكومية غلبت وكشفت نواب من هم.. نواب الشعب أم الحكومة..
على كل حال.. أتمنى أن تستجيب الحكومة للمناشدة البرلمانية في الصحف.. حتى لا تحرج نوابنا الأكارم..!!
حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]