إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ذهن في العاصفة)

وعن أن السودانيين يجربون كل شيء… ويفشلون… نقول:
في أيام الحجاج الخوارج بحاصرون البصرة، والناس يحملون البُقَج للجري، والحجاج يستنفر ويستنفر، ولا فائدة.
والحجاج يعلن:
“الخروج إلى المعسكرات. ومن وجدناه بعد الظهر في البيت قتلناه.”
والحجاج يفعلها، والناس يتدافعون للخروج إلى درجة أن من يتأخر جهازه يخرج ويوصي أهله بإرسال جهازه.
والآن الاستنفار يحتاج حجاجًا.
…….
والبحث الآن عن الحل… الحل هو أسلوب عقدة كولومبوس.
وكولومبوس يعقد حبلاً من الشعر، ويطلب من ضباطه حل العقدة، فيفشلون.
وكولومبوس يضرب العقدة بالسيف… وهكذا يحلها في لحظة.
والحل المطلوب الآن هو سيف كولومبوس.
……
ولا خطب، ولا ميكروفونات. فالحقيقة الوحيدة الآن هي أن كل من يكتب عن مصيبة الفاشر ما يهمه من الصراخ هو إثبات أن صوته حلو…
……
ونحن عَوّدنا العدو على أن يجعلنا نكرع. الذل. فلما كانت طائرات إسرائيل تبيد أطفال مدرسة بحر البقر كان كيسنجر يهدهد السادات ويقول:
“أنا لن أسكت… أنا سوف أقابل الرئيس الإسرائيلي وسوف أوجعه” — قال كيسنجر عن العقوبة: “أنا سوف أنقر المكتب أمامه بإصبعي…”
كانت هذه هي العقوبة. وكل من ينبطح مثلنا يلقى مثلها.
……
الشعراوي لما انهزمت مصر عام ٦٧، سجد شكرًا لله. ولما صرخ الناس في غضب قال لهم:
“لو أننا انتصرنا في الحرب هذه تحت غناء أم كلثوم لم نلتفت بعدها إلى الله.”
وفي العام الأسبق لما كان بعض جنودنا محاصرين في بيت الضيافة كان شيء يحدث، كانت المعركة مشتعلة، وفجأة كل أسلحة الجنود تتعطل… كلها. وفي لحظة واحدة… شيء مثل السحر.
والمنصوري قائد الجناح الجنوبي يهاتف أيوب قائد الجناح الشمالي ليقول له: “ارفعوا الأذان.” والجنود كلهم يؤذنون، والأسلحة كلها عادت للعمل قبل اكتمال الأذان.
……. والجنجا لا يهاجمون إلا ليلاً… وكلهم يؤمنون أن الشياطين يقاتلون معهم ولا يقاتلون يوم الثلاثاء. لا، السحرة عندهم يأمرونهم بهذا.
والإبادة في الفاشر كانت تقتل ما بين الثلاثة والخمسة آلاف لكن مخطط الإمارات كان يريد من الجنجا إطلاق الإبادة ساعة صلاة العيد في عشرين مدينة… مما يعني إبادة مليون إنسان.
ونقص الحكاية…

إسحق أحمد فضل الله

Exit mobile version