رأي ومقالات

التبعة الأخلاقية لتحريم الدفاع عن النفس السودانية

التبعة الأخلاقية لتحريم الدفاع عن النفس السودانية:
سادت حجج في أوساط الحركة السياسية السودانية تعتبر جيش الدولة غير شرعي، وتعارض التعبئة الشعبية للدفاع عن النفس كما تدين الذين تصدوا للجنجويد والغزاة بالمقاومة السلمية، الإعلامية، التنويرية، وتصفهم بانهم دعاة حرب وكيزان أو جزم للعسكر.

لا يعنيني هنا الاتفاق أو الاختلاف مع هذه الأطروحات، بل أتتبع عواقبها المنطقية المباشرة.
ألاحظ أن إبطال كل وسيلة مُقترحة للمقاومة – سواءً كانت مؤسسية أو مجتمعية أو سياسية أو إعلامية – دون تقديم بديل ملموس يترك الشعب السوداني لقمة سائغة للجنجويد بلا حماية. السؤال المنطقي لأصحاب هذه الحجج هو ما هي الخطة المُحددة والقابلة للتنفيذ التي تقترحها لحماية أرواح السودانيين من هذه ميليشيا التمويل الأجنبي؟
ولكي لا نبقى في دائرة التجريد النظري، دعنا نذكر بالواقع المأساوي: في كل مدينة نهبها الجنجويد، لم يكن الاغتصاب والقتل الجماعي مجرد “أضرار جانبية” لمعارك عابرة. الضحايا الذين ذُبحوا في قراهم الوادعة، والمرضى الذين قُتلوا في مستشفياتهم المتواضعة، والنساء اللاتي انتهكت أعراضهن في منازلهن، لم يكونوا طرفاً في تبادل لإطلاق النار. لقد كانوا أهدافاً مُحددة بذاتها. لقد قُتلوا بدم بارد، بعد أن سيطر الجنجويد تماماً على مدنهم، في فراغ أمني مُرعب، وبغياب الجيش وأي قوة تردع العدوان.

هؤلاء لم يسقطوا ضحايا بسبب الحرب كما تقول دعاية الجنجويد المتخمة بالكبسة بل قتلوا بيد الجنجويد بدم بارد في قراهم الوادعة ومستشفياتهم المتواضعة.
إذا جرّدتَ الشعب السوداني من مشروعية كل المقاومة بدرعٍ وسيف، وبوست وتويتة فماذا تُقدّم في المقابل؟ عندما تسحب الشرعية من كل أشكال الدفاع عن النفس من واجبك تقديم إجابةٍ حقيقيةٍ وفوريةٍ حول كيفية الدفاع عن النفس ضد غزوٍ همجي. الصمتُ على عدم وجود بديلٍ هو حكمٌ بالإعدام والإغتصاب علي وطن بأكمله.

إدانتك لكل مقاوم، ومساواته بالمعتدين، والصمت عن تقديم إجابة عن سبل الدفاع عن نفس ووطن ، في هذا السياق، ليس موقفاً سياسياً محايداً؛ بل هو، ببساطة مناصرة للجنجويد والغزاة بقصد أو بغيره، لا فرق.

👀👀
دروس في فن الاستسلام من تحت قبة الخطاب الشراكات المتناغمة والإستراتيجيات المثالية:
إدعت الجماعة أن شركتهم “مثالية” وتستحق أن تُدْرَس في مناهج أرقي جامعات العالم. وإذا كان الأمر كذلك، فأعتقد أن شعاراتهم حول فنون الحرب تستحق هي الأخرى أن تُدَرَّس للأمم كدرر خالدة في “الاستراتيجية السلمية”. منهجهم يقدم للشعوب نصائح ذهبية، منها:

😭للنساء: “سيدتي،إن همَّ معتدٍ بمسّ كرامتك، فاحذري أن تلجئي للعنف. تذكري: العنف ليس حلاً. المنهج الصحيح يكمن في الصراخ بشعار ‘لا للاغتصاب’، و أرجي الله في الكريبة. ثم حاولي أن تصلي مع المعتدي علي وسط – التقيه في المنتصف، أي أعطيه نصف لحمك ولا قطعة زياد ..إياك ثم إياك اللجوء إلي بخاخ الشطة فهذا عنف غير مشروع يمحي الفرق بينك وبين المعتدي. هذه خلاصة تجارب المرأة عبر العصور!”❤❤

😭لشعوب العالم المضطهدة في جنوب الكرة الأرضية: “إذا غزت قوى استعمارية أرضكم لنهب ثرواتكم واستعباد نخبكم، فالحكمة هي أعتزال الفتنة والتلذذ بفتك الغزاة بمنافسيكم السياسيين. والحل الأمثل هو الحياد أو التظاهر به. وأقصى ما نسمح به هو رفع لافتات كتب عليها ‘لا للغزو’. فتاريخ الأمم كله يثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، نجاعة هذا النهج السلمي في ردع الطغاة!”. ثم حاولوا أن تلتقوا مع الغزاة في منتصف – أي أعطوهم نصف السلطة ونصف الموارد ونصف النساء ولا عنزة زيادة

معتصم اقرع