إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا ٢

عبده….
أمس نصف لك بعض حرب كسلا،
حرب المخدرات هناك،
وبعض التفاصيل هي:

في قيادة الجمارك غرفة، ورجل مربوع زهجان. حين يجد أن في رأسه أذنان اثنان فقط، يستعين بآخرين…. ومكتبه الصعود إليه يتم عبر خمس درجات من الإسمنت. والرجل الفريق صلاح أحمد إبراهيم. حين يجد أن مافيا التهريب تتلاعب به، يكشف عن الجانب الآخر فيه.

والرجل يعود إلى قراءة خريطة الأرض ما بين كسلا والحدود، وخريطة الناس، وخريطة الأحداث، وخريطة الحرب الآن.

والرجل يفتح هواتف لا تنتهي مع عشرين جهة، ومع المبنى الأصفر غرب سوق كسلا، ومع بيوت المخابرات على امتداد شرق السودان.

والرجل يقرأ كل ما جُمع من معلومات، ليجد أن الأمر الآن ليس هو حرب مخدرات…. بل حرب إبادة للمنطقة… حرب تُدار بأصابع دولة بترولية، عبر أصابع دولة لا تستحي….

وغرفة عمليات الفريق تطلق خطة بحجم الحرب
……

وخمس ضباط يجوسون نهر عطبرة…
والضباط هؤلاء يبلغون غرفة القيادة أن سيل مخدر الشاشبندي يأتي من إثيوبيا.

بعدها عربات التهريب الفارهة التي تتغطى بخور القرض، تجد بعض من يلوحون لها هناك لتحملهم وهم يصيحون:
قدام… معاكم قدام

والعربات تتخطاهم لتفاجأ بأن إطاراتها تتفجر تحت الرصاص.

وجنوب كسلا وحتى حمداييت منطقة تعرف أن المخابرات هناك.

في الوقت ذاته كان كبري البطانة يتفجر بأمطار الرشاشات، وعربات التهريب هناك تصبح بين سائقين يرفعون أيديهم، وبين عربات ترفع إطاراتها إلى أعلى.

والضباط يكتشفون أن كل قطعة في جسم العربة تحتها مخدرات.

٢٢ ألف حبة كبتاجون
٤ كيلو من نوع عزيز من المخدر… آيس… شماندي…
وآخر لا يعرفه ضباط المكافحة، ويسألون سائق عربة التهريب عنه فيقول:
اسمه…. خرطوم

قال هذا ضاحكًا، ربما لأنه يجعل صاحبه يرقص.

لكن اجتماع التقييم يجد أنه:
هذا ما وصلنا إليه بعرباتنا وعددها القليل… وكم هو عدد العربات التي أفلت بدروب لا تغطيها عرباتنا.

والتحقيق مع الشباب المختطفين يكشف المخيف… المخيف،
ويجعل العيون تتحول إلى بعض… الكاكي!!!!

وإلى فنادق، وعربات تعمل في السوق… وغابة من (المتعاملين) من السودانيين ومن الأجانب.

الدوار الذي يصيب الرؤوس يقول إن حربًا أخرى مخيفة جدًا تنطلق الآن في شرق السودان.

إسحق أحمد فضل الله

Exit mobile version