يتابع العالم منذ أيام التوتر العسكري في الكاريبي والحشود العسكرية البحرية الأمريكية لمحاصرة فنزويلا بحجة محاربة المخدرات واستهداف السفن والقوارب التي تستخدمها في النقل والترويج.. ولكن لم يلبث الأمريكان أن أعلنوا أن على الرئيس الفنزويلي أن يغادر ويتخلى عن الحكم.. ولعل هذا هو الهدف الأصلي.. وموضوع المخدرات يبدو أنه مجرد (حجة) يتحجج يها الأمريكان لخلع الرئيس الفنزويلي كما فعلوا مع صدام من قبل بــ(حجة) الأسلحة الكيماوية التي لم يعثروا عليها .. ويبدو أن مطالبة الرئيس الفنزويلي بمغادرة الحكم عبارة عن رسالة لآخرين ليتداركوا مواقفهم قبل أن يجدوا المارينز الأمريكان محيطين بهم.
لكن الرئيس الفنزويلي ومن ورائه البرلمان ومن ورائهم الشعب لم يرتجفوا أمام هذه التهديدات وقرروا مواجهة الأمور بشجاعة.
والسؤال المطروح لبعض المرتجفين والفلاسفة عندنا.. لماذا لم تقل فنزويلا (لا للحرب) وتريح نفسها وشعبها من هذا العناء؟ والجواب ببساطة لأن هذا ليس طريق الشعوب الحرة والنفوس الأبيّة.
ولعل واحداً من جماعة (لا للحرب) عندنا يحاول التفلسف حتى لا تسري عليه المقارنة بقوله أن ما يحدث لفنزويلا هو عدوان خارجي.. وهذا ما نحاول أن نشرحه لك أيها الفيلسوف.. فإن ما حدث للسودان قد اتضح لكل ذي عينين أنه عدوان خارجي أيضا شاركت فيه دول بالتمويل والتسليح وجلب المرتزقة والتسهيل عبر المطارات وتجهيز المعسكرات..
درس فنزويلا يجب أن يعيه كل ذي عقل.. لكن نقرّب الفهم بمثل بسيط ومفهوم.. إذا اعتدى عليك لص في دارك ونهب أموالك وخرّب ممتلكاتك وتمادى فقتل واغتصب.. هل تصرخ في وجهه (لا للحرب)؟ أم تسعى لتأديبه وردعه حتى يذوق وبال فعلته ويرعوي ويكون عبرة لمن يعتبر .. وتسترد بذلك كرامتك.. لذلك سُمّيت هذه المعركة بمعركة الكرامة.. مفهوم؟
حسن عبد الحميد
