■زيارة الفريق البرهان إلى تركيا تأتي هذه المرة في ظروف مختلفة وتحديات ومخاطر جدية يواجهها السودان. مخاطر وتحديات كانت تركيا الرسمية تقف منها حتى وقتٍ قريب موقف المراقب الحذر الذي لا يريد أن ينغمس أكثر في مشهد يتغير فاصله المداري باستمرار.
من جهةٍ أخرى، كان الفريق البرهان وقيادة الجيش السوداني في مستواها الأعلى حذرة هي الأخرى في الاقتراب أكثر من الجانب التركي. وتعليل ذلك بوضوح ومباشرة مرده إلى فزّاعة الهياج الديسمبري الذي كان ولا يزال يرى في تقارب الخرطوم مع أنقرة عودة من الباب الرئيسي إلى منبر التحالف مع التيار الإسلامي.
■ الحقيقة التي لا يعلمها كثير من المراقبين أن تركيا الرسمية لم تكن متحمسة لتحالف بعيد المدى مع نظام الإنقاذ في خواتيم سنواته. وبسقوط الإنقاذ ابتعدت تركيا عن مسرح العبث السياسي في السودان واكتفت بدور المراقب حتى وقتٍ قريب.
■ الواقع الحالي يختلف عن سابقه بلا جدال، ولم يعد للفريق البرهان وقيادة الجيش والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى مساحة للتردد في التعامل الواضح والمباشر مع تركيا. السودان يحتاج لحليف قوي في هذه المرحلة.حليف يعلم أدق تفاصيل المخطط الجهنمي الذي يستهدف السودان أرضًا وشعبًا، حليف لديه المقدرة على تقديم العون والدعم الحاسم لمواجهة عصابات الغزو العابر للقارات.
■ هذه هي الصورة بلا ظلال.
■ هذه هي الجزئية التي تهم السودان في قلب هذه الزيارة، ■باقي كواليس الغرف المغلقة تفاصيل تهم المقربين من مراكز صناعة القرار في البلدين.
عبد الماجد عبد الحميد
