احمد دندش

يادكتور..القصة ماقصة (سفرية)


[JUSTIFY]
يادكتور..القصة ماقصة (سفرية)

طالعت أمس حواراً (تصحيحاً) أجراه الموسيقار الدكتور الماحي سليمان يفند فيه الاتهامات التى وجهها الموسيقي مجاهد عمر للجنة المنظمة لمهرجان العود الأول بالسودان، وذلك بعد أن حرمته من الجائزة التي فاز بها بسبب (عامل السن)، ولفتت نظري خلال الحوار الذى أجري مع الماحي أمس بصحيفة الخرطوم بعض النقاط التى أود التعقيب عليها.
أولى النقاط التى تحدث عنها الماحي هي جزئية عدم تدخل الموسيقي العراقي نصير شمة فيما يختص بالجائزة، مع أن الماحي نفسه وفي ذات الحوار أكد أن نصير شمة تدخل بإدراجه لمتسابق ثالث لم يكن في الحسبان ولم يكن موضوعاً خلال الجائزة والتى على حد علمنا تم الإعلان عنها للفائز الأول والثاني فقط. إذاً من أين أتى ذلك الفائز الثالث.؟
النقطة الثانية التى أثارت تعجبي ودهشتي الشديدة في حديث الماحي سليمان كانت فيما يختص بالنتيجة نفسها، فقد اعترف الماحي خلال الحوار بأن اللجنة اختارت عبد القادر ومجاهد وذلك للموهبة الشاذة التى يتمتعان بها، كما أكد في ذات الحوار أن اللجنة لم تضع أي شرط فيما يتعلق بـ(السن) عند إطلاقها للمسابقة، إذاً لماذا حجبت الجائزة عن الفائزين وتعللت بعامل (السن) في تلك النقطة تحديداً- هذا إذا وضعنا في الاعتبار حديث الماحي السابق عن عدم تدخل أي شخص في عمل اللجنة.!
النقطة الثالثة و(المضحكة) في آن واحد كانت حديث الماحي سليمان عن عدم استفادة مجاهد (الطاعن في السن)- بحسب حديث الماحي- من تلك الجائزة، حيث قال الماحي وبالنص: (أنا تحدثت مع مجاهد وأخبرته أنه أكاديمي ومؤهل لن تضيف المنحة إليه شيئاً) وزاد الماحي: (اضرب لك مثلاً..لا أظن أن الماحي سليمان في هذا العمر يمكن أن تضيف اليه المنحة شيئاً).!
والنقطة أعلاه حقيقة أصابتني بصدمة كبيرة فيما يتعلق بإدارة شئون الفنون والثقافة في هذه البلاد، فالدكتور الماحي يرى أن مجاهد الذى لم يتعدّ (الخمسين عاماً او أقل) غير قابل للاستزادة فيما يتعلق بالتعليم، مع أن الكل يعرف أن التعليم مفتوح للجميع ولا(سن) له ولا (قوانين) له، فهو باب مفتوح يدخل عبره كل من يود التعلم او الاستزادة، وسأمضي مع دكتور الماحي في هذه النقطة وسأسأله سؤالاً بريئاً وهو: (إذا كانت هذه وجهة نظرك الشخصية او وجهة نظر اللجنة بأكملها..لماذا لم تعرضوا الأمر على مجاهد في البداية وتعرفوا رأيه في الذهاب من عدمه).؟ هل قال لكم مجاهد بلسانه: (ياجماعة أنا كبير وماداير أسافر).؟
النقطة الأخيرة فيما يتعلق بهذا الموضوع هي ضرورة أن يعلم الجميع أن الموضوع الذى أثرناه لا يتعلق بـ(سفرية)، وأن القضية اليوم لم تعد قضية خلاف حول (مقعد طائرة) و(فترة تدريبية وتعليمية ببيت العود بالقاهرة)، القضية اليوم هي مسألة تتعلق بالحقوق الأدبية وبالآثار النفسية التى من الممكن أن تتسبب في كارثة حقيقية في مقبل الأيام، القضية اليوم سادتي هي قضية (اعتراف) بالخطأ واستعادة للحقوق..ولا أظن أنها عصية على تلك اللجنة، كما لا أظن أنها ستخصم منها أي شيء على الإطلاق، بالعكس (الاعتراف) بالخطأ في مثل هذه الحالات هو (فضيلة) يستوجب انتهاجها و….بسرعة.
شربكة أخيرة:
انتو حكاية (السن) دي شنو.؟..والله العظيم بقينا ماعارفين مجاهد دا موسيقي ولا (لاعب رابطة). معقولة بس.؟
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني