فدوى موسى

رجل بلا مثيل


[ALIGN=CENTER]رجل بلا مثيل [/ALIGN] خمسة عشر عاماً عشتها معه لم يشبها كدر ففارسي قد أستحوذ من الفضائل قممها فهو رجل لم تبطره النعمة ولم تعكره الفاقة جلد عند الأهوال.. رقيق بلا ضعف.. في إبائه وإقدامه وتواضعه (البشير) في حواره ( علي عثمان) في دبلوماسية (مصطفى إسماعيل) وفي إعتداله (لام أكول) في قوة بيانه وفصاحة لسانه (الحبر) عندما يسهب فهو (الهندي عزالدين) وعندما يلمح فهو (إبراهيم الغبشاوي) وأما صراخه فهو همس (عبدالعال السيد) وإندياح كلماته إندياح (داليا) وسياج مودة سياج فدوى أما نظمه فدرر (روضة الحاج) ونثره نثر (الطيب صالح) عندما تجالسه رغم غزارة علمه ينصت اليك يتلمس الوجع عندك ولكأنه (مأمون حميدة) وفيه شئ من (شمو) لم أدرك كنهه في سمته العامة (الحاج عطا المنان) عندما تراه لا تملك إلا أن تحبه وأن لم تعرفه إنه الرجل الموسوعة في زمن التخصص المحدود إنه الرجل القارة في زمن التشرذم إنه الرجل القامة عندما تتقاصر القامات ما أتحدث عنه ليس رجل تركياً مدبلجاً إنه سوداني الجنسية أجل سوداني حتى النخاع أمه من الغرب وأبوه من الشمال ولد فارسي وترعرع في الشرق لذلك كان كالقاش لو رآه الطيب صالح لكتب عنه بدلاً عن ضوء البيت . نعم الشريك قاد سفينتنا بلا وجل وأعطاني حقوقي بلا نقص ولا خجل أسفرت الشراكة عن ذرية طيبة كيف لا وحاديها رجل لا يجود الزمان بمثله طالما تحين الفرص وأسعدني وذريتي بلفتات بارعات تجلت فيها سعة عقله ورصانة فكره مما جعل الحياة في كنفه لا يعتريها الملل ولا يتسلل اليها السأم ولم تنسيني حدائقه الغناء أن أتعهد تلك النعمة بالشكر والدعاء خوف الحسد والفناء.. كل ذلك جعلني أبدع في جميع مهامي من تربية عيالي وبيتي وهندامي الإبتسامة لا تفارقني والهواجس لا تراودني .. ولكن عفواً..عذراً ما هذه الضوضاء والصراخ لمن هذا الصوت الحاد.. بالكاد أعرفه …آه إنه زوجي أقام الدنيا ولم يقعدها إذ أنه لم يجد (فردة حذائه) ..آه رباه .. إذا كان حلماً دغدغ مشاعري وسرى بروحي ذاك الذي عشته في رحابه هنيهة .. سلام عليها الأحلام نغسل فيها أوجاعنا.. نخلع عندها كآبتنا وتستمر الحياة شئنا أم أبينا.

معذرة: لكل القامات السامقة ..لكل الهمم العالية ..الى أولئك الشرفاء من أبناء بلدي الذين ذكرتهم بلا رتب ولا شهادات يكفيهم فخراً. شهادة الوطنية الصادقة، إليهم وإلى الذين لم اذكرهم تحية الإجلال والإحترام.
أم محمد
سياج – آخر لحظة العدد 944


تعليق واحد

  1. الأخت فدوى موسى

    نيابة عن الحروف والكلمات الرصينة التي زينتي بها حديثك العذب وأسلوبك الجميل أتقدم إليك نيابة عن كل القصائد وعيون الشعر والأدب وباسمها جميعا بالاعتراف بأن ما كتبيته إن جاز التعبير هو أجمل قصيدة ولو كان من شيء يدل على أن من البيان لسحرا فليس شيء دون ما خطه بنانك وألهمك إياه خيالك…

    أقول لك:

    أنتي كذلك المرأة أو الزوجة التي ليس لها مثيل … لكن هذا الزوج في الحقيقة لم تكن ثورته في أنه فقد (فردة حذاءه) بقدر ما أنه في لحظة فقد شريكة كانت حريصة حتى على جمع حذاءه !!! وربما رأى في ذلك انفراطاً في ذلك العقد وبضع سنين من المودة لم تشبها نقيصة …

    خمسة عشر عاما فقد فيها (فردة حذاءه) فثار ثورته لكنك طيلة هذه السنوات لم تفقدي من جانبه ما يدعوك للغضب والصراخ !!!!!

    أليس هو من جعلك تبدعين في جميع مهامك من تربية عيالك ونظافة بيتك وهندامك والإبتسامة لا تفارقك والهواجس لا تراودك … إلا أنه تلطفاً لم يكن معلمك ومرشدك في جمع الأحذية بعضها لبعض إكراماً وتقديراً لك إن جاز التعبير أن جمع الأحذية مهمة وضيعة ولا تليق بامرأة رفيعة !!!