فدوى موسى

من الحياة


[ALIGN=CENTER]من الحياة [/ALIGN] الى د. فدوى
تحية طيبة مع فائق إحترامي وتقديري وإعجابي بما تقدموه في آخر لحظة الذي يساهم في رفع الوعي القومي فأرسل تحياتي لجميع المشاركين في إخراج آخر لحظة في كامل زينتها وأرسل هذه المشاركة الى السياج
طفقت أصعد ركضاً على درج المستشفى تتسابق أنفاسي أتصبب عرقاً ترتجف جميع حواسي يضطرب كل شئ في نفسي وأنا على ذلك الأعياء والدرج يزداد ولكأنه لا نهاية له صفعني سؤال في صميم قلبي ماذا فعل لك ليكون نصيبه كل هذا التهافت؟ ألم يتركك وأنت في أمس الحاجة اليه..ألم يركلك وأنت تتشبثين به ألم يكن عوناً للأيام والدهر عليك؟ألم يحرمك من حلمك؟ ويوصد الأبواب أمامك ألم (ينقلك) من حياته وأنت في عمر تتفتق فيه الأزهار وتتلون فيه الأشياء بلون الورد أو ليس هو الذي أيبس ذلك الفرع الأخضر قبل أوانه؟ هل نسيت عندما سلم صك عبوديتك لأقدار الحياة؟ هل نسيت عندما ترددت إستنجادك به في أصداء الكون كله ولكنه صم آذانه عن سماعها؟ هل كان ذنبك أنك (إمرأة) في مجتمع توأد فيه الأنثى في اليوم مرات ومرات .. هل جريرتك مجداًً اشرأبت له نفسك وهدفاً ملأ عليك حياتك هل نسيت الأخرى وهي تنفث سمومها الى بدنه ومسامعه فيترجمها مأساة يحيل بها حياتك جحيماًً إذا نسيت كل ذلك وغيره فأركضي اليه فما هو إلا سراب. برغم من صدق هواتف نفسي والتي لم تذكر كثيراً مما ينكئ جراحاًً لم ولن تبرأ بالرغم مني رغم الأعياء والإرهاق النفسي والبدني كنت أسرع الى تلك الغرفة التي يرقد فيها ..
أخيراً وصلت ولكني في حالة يرثى لها .. طرقت الباب طرقات متردد وكنت أحسب أن الغرفة ستكون مليئة بالذين نعموا به ولكني وجدته وحده .. بدأ ولكأنه رجل غريب لا أعرفه و ترددت في دخول الغرفة فمددت اليه يدي فكانت يده باردة فتح فاه ليقول شيئاً وحملق في وجهي لكأنه أول مرة يراني وأنهمرت منه دموع لا أدري كنهها تمتم بكلمات خافتة لم أتبينها.. حاولت فهمها ولكنه أغمض عينيه وظننته غفا.. ولكنه رحل.
أم محمد
سياج – آخر لحظة العدد 946


تعليق واحد

  1. تحية اعجاب واندهاش لتلك الكلمات المعبرة التي تصلح بان تكون رواية عالمية
    ونشكرك ايضاً د. فدوى موسى وبالمناسبة أنا جاركم فى الجريف تحياتي لصديقي ناصر موسى
    والسلام ختام
    الجيلاتي الجرافي