للأسف.. انتهى الزمن
بصراحة لم يعد في الإمكان إضاعة مزيد من الوقت.. هذا البلد ليس ملكاً لأحد.. هو ملك لشعبه الحسير على حاله.. فالذي يجري في الساحة الآن بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي.. جريمة (مع سبق الإصرار والترصد).. مؤامرة لتضييع الوقت والتلهي بـ(التربص المتبادل).. مباراة ليس للسودان أو السودانيين فيها ناقة ولا جمل..
انتهى الوقت المتاح للحوار.. والدوار.. لم يعد حالنا يسمح بأكثر من الطرق المباشر على الحل المباشر.. دارفور تحترق في سعير أسطوري.. وكأن الحرب التي عمرها الآن (11) عاماً تبدأ من جديد.. لتأكل جيلاً جديداً.. جنوب كردفان احترقت وتحولت إلى أرض (منسية).. وقبلهما النيل الأزرق.. ولا أمل في تراضٍ وطني يستدرك ما تبقى من السودان وينقذ الحال الكارثي..
ولأن قادة الأحزاب.. والصحافة والإعلام هنا في الخرطوم.. حيث العاصمة (المرتاحة!).. فهم يظنون أن المشكلة هي في زيادة أسعار (غاز الطبخ) أو في نقل مستشفى الخرطوم.. أو إغلاق شارع على عبداللطيف للصيانة.. أو في فتوى حرمة التصويت للفنان (نايل).. بينما نصف مساحة السودان تغلي.. وأكثر من ربع شعب السودان في معسكرات النزوح.. والربع الباقي لا يجد حتى (نعيم!!) المعسكرات..
الساسة الذين يملأون الآن الشاشة.. ليس لديهم حل!! لأنهم كلهم كانوا جزءاً من المشكلة التي نكابدها.. فهل ننتظرهم يتحاورون على أقل من مهلهم- بينما يتلظى السودان كله بنيران الحريق؟ في كل يوم يضيع في (تحاورهم).. يغادر الدنيا عشرات من الأبرياء في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق..
لماذا نموت نحن ليعيشوا هم؟.. لماذا تحتضن الشوارع والمتاهات أطفالنا.. لينعموا هم بأجواء (الحوار!!) المضمخة بالولائم الفاخرة والابتسامات الماكرة التي تخفي الأجندة المتربصة؟..
انتهى الزمن الذي مددته -رغم المحن والفتن-حبال الصبر الجميل.. والمطلوب أن ندرك أننا وحدنا من يقرر مصيرنا..
مطلوب عشرة رجال ونساء لا أكثر.. يتحملون إنابة عن الشعب مخاطر الجهر بالحل المباشر.. الشعب كله سيتبعهم.. سيحميهم.. ليعبروا باسمه وبصوته..
كتابة مذكرة يعدها عشرة سودانيين فقط.. تكفي لتعبر عن كل السودانيين.. وليوقع عليها ملايين في الداخل والخارج.. فيها مطلب شعب السودان.. المطلب الذي من غيره.. لن يبدأ الحل..!!
مطلب واحد فقط.. من سطر واحد فقط.!!
مطلب واحد لا يقبل (الحوار) ولا (الدوار)..
مطلب واحد فقط.. يبدأ منه الحل..!!
انتهى الزمن.. لن ننتظر (حواركم)..!!
[/JUSTIFY]حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]