الأزمة الشاملة تستدعي حلاً قومياً :خبراء وسياسيون يحذرون من خطورة الأوضاع بالسودان
حذر خبراء وسياسيون مصريون وسودانيون من خطورة الأوضاع الراهنة بالسودان ،وماقد تؤدى إليه من عواقب تؤثر على إستقرار ووحدة السودان .جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الجمعية الأفريقية بالقاهرة بالتعاون مع منبر الوحدة والسلام فى السودان الذى أسسه اخيرا عدد من السودانيين بالقاهرة لدعم التعايش السلمى والوحدة الطوعية فى السودان ،وقد أدار الندوة السفير محمد نصر الدين نائب رئيس الجمعية الأفريقية بالقاهرة.
وقال الدكتور حيدر إبراهيم رئيس مركز الدراسات السودانية :إن الواقع السودانى لايدعو للتفاؤل ،بل وحذر من أن إنقسام وتفتت السودان أقرب من حبل الوريد ،وأضاف :أنه يثور فى ذهنه كثير من الشك حول ما إذا كان السودان سيحتفل بعيد إستقلاله مطلع العام القادم موحدا.
وأوضح :أن مايعقد المسألة أكثر هو اللامبالاة وعدم الجدية التى تنظر بها كل الأطراف للقضية ،وإحساسهم وكأن السودان لايمكن أن يحدث به ماحدث فى الصومال ويوغوسلافيا والإتحاد السوفيتى سابقا ،وقال إن هذه اللامبالاة تعكس عدم إدراك بعمق الأزمة الخانقة التى يمر بها السودان ،مؤكدا أن الأزمة شاملة ولذا تحتاج على حل شامل ،بمعنى أن يكون حلا قوميا تشترك فيه كل القوى السياسية ،لأنه لم يعد هناك وقت يضيعه السودانيون فى مسارات لتسوية أو عقد إجتماعات لافائدة ترجى من ورائها ،حيث لم يتبق على إنتهاء الفترة الإنتقالية التى سيتحدد بنهايتها مصير السودان سوى 18شهرا ،وحذر إبراهيم من ان اية محاولة للإستفراد بالحل فى السودان من قبل حزب المؤتمر الوطنى ستكون مدعاة لتفتت البلد ،منبها أن الدولة حاليا فى السودان هى دولة الحزب الواحد فى العمل والعلم والتعليم ،وأشار إلى أن الدكتور حسن الترابى كان يريد عبر مشروعه الإسلامى فى السودان إقامة دولة فقيه سنية .
ومن جانبه، أشار نبيل عبد الفتاح نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إلى أن الممارسة السياسية والتشريعية كرست تقسيما أقرب للمحاصصة العرقية والقبلية والمناطقية تعيد إنتاج هذه الإنتماءات بدلا من صياغة أواصر وجسور داخل السودان .
وقال احمد تقد لسان مسؤول التفاوض فى حركة العدل والمساواة إن نظم الحكم فى السودان منذ الإستقلال فشلت فشلا ذريعا فى إدارة فاعلة للبلد ،وأكد أن السودان فى أزمة كبيرة ربما تعصف بالبلد .
من جانبه، قال تاج السر حسين الكاتب والشاعر إن منبر الوحدة والسلام فى السودان سيعمل للتعريف الحقيقى العلمى بمشاكل السودان وأزماته مستعينا بالخبراء والعلماء والباحثين سودانيين وغير سودانيين، وبذل الجهد لحل لتلك المشاكل والأزمات بالطرق السلمية وعن طريق الحوار وحده وتنوير العالمين العربى والأفريقى والمجتمع الدولى بحقيقة هذه المشاكل والأزمات وتقديم المقترحات والأفكار الناجعة لحل هذه المشاكل، من خلال المفكرين والخبراء والمثقفين السودانيين من جميع الأصعدة والأتجاهات.
ويدعو المنبر للتمسك بوحدة السودان وأن تصبح الوحدة خيارا جاذبا لإنسان الجنوب صاحب القرار فى التمسك بهذه الوحدة أو رفضها، باعتبار ان انفراطها يشكل خطرا كبيرا على السودان كله جنوبا وشمالا، بل يمتد ذلك الخطر ليصل الدول المجاورة، ويهدد الأمن والسلم العالميين.
كما يعمل المنبر على جمع حركات دارفور وتنظيماتها المدنية فى كيان واحد مهما اختلفت رؤاهم من أجل التوافق على حل عادل وشامل يرضى جميع أهل الاقليم.
يعمل المنبر على دعم المبادرات والمساهمات الأنسانية الجادة والمخلصة عربية كانت أو أفريقية أو عالمية التى تدعو لوحدة السودان ولحل مشكلة دارفور.
كما يعمل المنبر على أن تخرج الأنتخابات القادمة فى السودان بصورة حضارية وديمقراطية وتتسم بالشفافية والنزاهة، حتى لا تؤدى نتيجتها الى انفراط الأمن فى السودان مثلما حدث فى بعض الدول المجاورة ، والا يعول العقلاء على ما تحققه تلك الانتخابات من اغلبية ميكانيكة لهذا الحزب أو ذاك، ربما تم الحصول عليها جراء استغلال الظروف المعيشية الصعبة لغالبية شعب السودان، ونتيجة لتركيز الثروة فى ايدى قلة مسيطرة على الحكم وتستخدم من أجل بقائها فى السلطة سياسة العصا والجزرة.
ويعمل المنبر أيضا على تنوير أهل السودان، بأن افضل خيار لحكم السودان هو الذى يقوم على أساس (المواطنة) الحقيقية التى تساوى بين أهل السودان جميعا دون تمييز بينهم بسبب الدين أو العرق أو الأنتماء لجهة من الجهات.
ويدعو لحماية حقوق الانسان السودانى وصون كرامته ورفض اذلاله وللمساواة بين السودانيين جميعا فى الترشح للوظائف العمومية، وأن يكون المعيار فى الأختيار لتلك الوظائف الكفاءة المهنية والعلمية والأخلاقية.
أسماء الحسينى :الصحافة