عمر الشريف

قضايا السودان .. وهدوء أم درمان


[JUSTIFY]
قضايا السودان .. وهدوء أم درمان

لا يختلف الشعب السودانى على القضايا الرئيسية التى تواجه بلادهم وأهمها يتمثل فى :
الأمن ، الإقتصاد ، الفساد ، التعليم ، الصحة ، المعيشة ، الزراعة ، الاستقرار ، وإتخاز القرار الصائب ، الدستور والحزبية .
اذا نظرنا لتلك القضايا نجدها من صنع السودانين أنفسهم ويسهل حلها بينهم بعد الاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى .
الأمن هو ما يسعى اليه كل انسان فى هذه الحياة وبه يتحقق الاستقرار والطمئنينا وهو المفتاح للقضايا الاخرى . إذا كيف يتحقق الأمن والعاصمة مركز الأمن والقيادة تنتشر فيها عصابات السواطير والسرقات والإغتصاب والمخدرات والفساد و لا يستطيع مواطن كردفان أن ينام قرير العين ولا يستطيع مواطن دارفور أن يتجول آخر الليل . الأمن هو الأهم ومهما صرفت الدولة على الأمن لا يعتبر خسارة لأن بالأمن يتم الاستقرار و يتحسن الاقتصاد وتنجح الزراعة والرعى ويرتاح المواطن وتتفرغ الحكومة لقضايا أخرى . لكى يتحقق الأمن داخل العاصمة والمدن الكبيرة لا بدأ من مساعدة المواطن لرجال الأمن والتبليغ عن أى تفلتات أمنية أو عصابات إجرام وسرقة والقبض على المجرمين وتسليمهم للعدالة والتعاون فى تكوين دوريات ليلية داخل الأحياء .
من أسباب تحقيق الأمن يقظة رجال الأمن وتعاون القطاعات الأمنية والعسكرية مع بعضها لبسط الأمن وتكريم وتحفيز كل مواطن او رجل أمن يساعد على منع جريمة أو الإرشاد على مكان عصابة ، أما بالمناطق البعيدة أو التى تكثر فيها حركات التمرد وعصابات النهب على الحكومة تسليح بعض الأفراد المدنين بواسطة اللجان الشعبية أو زعماء أو مشايخ تلك المناطق بشروط ومراقبة ووضع نقاط تفتيش على الطرق المؤدية لتلك المناطق وعمل دوريات ليلية بواسطة القوات المسلحة وتجاوب المواطنين بالتبليغ عن أن حالات أو مندسين ليتم مراقبتهم ومتابعتهم . ولا بدأ من الجلوس مع تلك الحركات المسلحة ومعرفة أهدافها ورغبتها فى السلام أو حسمها عسكريا حتى تصبح كل المناطق آمنه ويطمئن المواطن ويستقر فى مكانه ويمارس حياة اليومية.
الإقتصاد يتحسن بالانتاج والتخطيط السليم وبلاد مثل السودان يعتمد إقتصادها على الزراعة والثروة الحيوانية والاستثمار حاليا حتى يدخل انتاج البترول والمعادن بكميات تجارية لتنافس خارجيا . الإقتصاد يحتاج لمقومات وآليات وتخطيط سليم لينجح ولا بدأ من تحرك الوزارات المعنية وتقدم التسهيلات والدعم للمواطن أولا ليصبح منتج بدل مستهلك ومستورد ثم المستثمر الخارجى . الذى يعيق هذا الجانب هو القرارات الارتجالية والضرائب الباهظة والفساد وتعقيد الاجراءات ويمكن حلها بقرار شجاع حتى يصبح إقتصادنا يقف أمام الازمات ويعيد الثقة لنا بين الدول .
الفساد هو سرطان العصر فى السودان وإنتشر بشكل كبير وليس الفساد بأختلاس مبالغ ضخمة فقط ولكن التسيب فى العمل او تعطيل الإجراءات يعتبر من أنواع الفساد وقيس عليه . لا بدأ من محاربة ذلك بالقوانين الاسلامية التى لا تترك الشريف صاحب المنصب والنفوذ وتحاسب الضعيف وأن يتم تطبيق قانون من أين لك هذا ؟؟ .
التعليم والصحة هى عنوان البلد وتاج المواطن وبلد من غير تعليم وصحة لا تتقدم . وقد إعتمد المواطن فيها على نفسه ونفقته ولا بدأ من تطويرها والتعاون فى ترقيتها وتحسينها بتعاون المعلمين والاطباء والميسورين وتثقيف الشعب بعرض البرامج والندوات وغيرها والإستفادة من المنظمات والمؤسسات التعليمة والصحية العالمية .
الزراعة التى كانت تمثل إقتصاد البلاد اصبحت عبئا عليه وقصد إهمالها وتدميرها وتحتاج للاهتمام بها وتطويرها وإعادتها الى وضعها السابق أو افضل مما كانت حيث كل المقومات والاساسيات التى تحتاجها متوفرة ولنا تجارب فى المملكة العربية السعودية التى نجحت فى الزراعة فى الفترة السابقة رغم عدم توفر المياة العذبة والارضى الصالحة كما عندنا وبعض الدول بنت بها اقتصادها وتقدمها مثل تركيا .
القرار الصائب والمناسب الذى يراعى مصلحة الوطن هو المطلوب ويحتاج للحكمة والفطنة والخطابات الارتجالية تحتاج لشخص فطن ودبلماسى ليوصل المعنى بصوره محايدة ليس فيه غلظه وتهديد ولا إندفاع وتكبر لان الاعلام اصبح مفتوح وكل كلمة من شخص يمثل بلده لها معناها وتوضع لها حساباتها خارجيا وداخليا وينعكس ذلك على المواطن . أما الدستور فهو محل خلاف كبير والسودان يحتاج لدستور يتوافق مع أطيافه الحزبية والقبلية يكون أساسه الدين و العدالة والوحدة والترابط يحفظ لكل مواطن حقه إتجاه وطنه وإتجاه غيره ويحفظ للدولة سيادتها .
الحزبية اصبحت مسميات ومظاهرات وبيانات ليس لها وجود ملموس فى الشارع ولا فى القضايا التى تهم المواطن ولا قضيا الوطن الرئيسية ، أصبح الوطن عندهم الكرسى الذى يتخذون منه القرارات والمخصصات وهم يسعون له بكل جهد وكل خطبهم وإجتماعاتهم هى تغيير النظام وهم مختلفون بينهم ومختلفين فى قضايا وطنهم الرئيسية انفصل الجنوب وبعضهم دعم ذلك ولم يفكر بتحسين علاقات الجنوب مع الشمال ليعم الاستقرار بعد الانفصال ولم يفكروا فى حلايب التى تسلب إعلاميا وعلى الارض والواقع ليبايعوا القوات المسلحة على الدفاع عن الوطن ولم يفكروا فى أهل دارفور وجنوب كردفان الذين شردهم الهجوم المسلح وما يلاقونه من تلك الحركات التى تنادى بالعدالة والمساواه ، لم يفكروا فى الاخلاق التى إنحرفت وتغيرت كثيرا فى الشارع السودانى ولم يفكروا فى الفقراء ومواجهتهم للمرض والغلاء . الاحزاب التى تقوم من أجل الشعب هى التى تحافظ على كيانه ووحدته وتحل مشاكله وتدافع عنه ليس أماكن وشخصيات ومسميات لتتناحر فيما بينها وتتسابق للفضائيات الخارجية لتشتم أهلها وشعبها وتقلل من سيادة وطنها . علينا أن نسعى جميعنا فى قضيانا المصيرية ونتحد فيها ومشاكلنا الداخلية أن نعالجها فيما بيننا بكل هدوء وتحضر ولنا مليون طريقة لنوصل بها صوتنا وإعتراضنا وإستنكارنا داخلنا وخارجيا . هدوء أم درمان هو هدوء صوتها الذى كان يسمع العالم ما وصلنا له وهدوء أم درمان هو هدوء تلك المدينة العريقة ذات التاريخ لكنها ظلت بدون تطوير وتقدم لتنهض وتتعافى من علتها وتقول هنا أم درمان ..
[/JUSTIFY] [EMAIL] alsharif12@hotmail.com[/EMAIL]