شخبطة حيطان بيوت الناس

في تقديري أن أخطر إنذار وأقوى تهديد تواجهه الحكومة الآن.. هو الإنذار السافر الذي وجهه حزب البعث.. ففي المؤتمر الصحفي الأخير للسيد علي الريح السنهوري أمين سر حزب البعث.. قال إنه في حال ضيقت الحكومة الحريات والندوات على الأحزاب فإن الحزب لن يتردد وسيلجأ إلى….!! اتركها لخيالكم.. تصوروا سيلجأ الحزب إلى ماذا؟؟؟؟
قال إن حزب البعث سيلجأ إلى (الكتابة في الجدران).. أي والله العظيم.. بالدارجي (شخبطة الحيطان)..
سبق لي وقبل سنوات عدة وبعد تدشين حزب البعث لحملة (شخبطة الحيطان) بنجاح كبير.. أنني كتبت في حديث المدينة وقدمت عرضاً مغرياً جداً لحزب البعث.. أن يرسلوا إليّ كل الشعارات والهتافات التي يودون نشرها (على جدران بيوت الناس).. وأقسمت لهم أنني سأنشرها لهم مجاناً لوجه الله في (حديث المدينة).. طريقة سهلة ومضمونة ليس فيها مطاردة بوليسية مع توفير مساحة انتشار أفقي ورأسي أوسع..
ومن باب (العربون) وتقديم السبت هأنذا أقدم لهم هذه الدفعة المجانية:
(تسقط حكومة الإنقاذ).. (لن يحكمنا الكيزان).. (الشهداء أكرم منا).. (دماء شهداء سبتمبر لن تضيع هدراً).. هذه مجرد رسائل مجانية كما تفعل شركات الاتصالات.. وكل هدفي أن أنقذ (حيطان بيوت الناس) من التشويه.. وبصراحة التشويه ليس من الشعارات التي يكتبها حزب البعث.. فهي (مرشوشة) بـ(بخاخ) وبخط مقبول.. لكن التشويه من السلطات التي تسارع إلى (شخبطة الشخطبة) حتى لا يستطيع المارة قراءتها بسهولة.. رغم – والشهادة لله- أن قراءة الشعارات بعد شطب السلطات لها يصبح أكثر متعة.. تماماً مثل حل الكلمات المتقاطعة يجتهد العابر في محاولة فك شيفرة الشعارات التي شطبتها السلطات..
إخواننا في قيادة حزب البعث في حاجة ماسة لاستتباب روح العصر.. فهناك (حيطان) إلكترونية أفضل وأسرع وأوسع وأسهل من (حيطان بيوت الناس).. ففي الفيسبوك مثلاً هناك (حائط) هكذا اسمه الصريح.. لإمتاع من يهوى الكتابة على الجدران..
ثم هناك عالم (الواتساب) المهول.. الذي يوصل الرسائل متعددة الوسائط إلى كل الدنيا وفي لمح البصر.. لماذا الإصرار بالتحديد على (شخبطة حيطان بيوت الناس)..
بصراحة.. حريات واتحررنا.. ميدان الرابطة بشمبات صار مفتوحاً على مصراعيه لكل من يرغب في الخطاب الجماهيري المفتوح.. فإذا أصرت أحزاب المعارضة على مثل هذا العرض المتراخي.. فأخشى أن يتقدم الشعب السوداني للحكومة ومن باب تهيئة الأجواء للحوار فيطلب (رفع الحرج) عن الأحزاب بإصدار قرار بمنعها من الندوات المفتوحة..
على كل حال (لا يزال الليل طفلاً يحبو).. ونحن في انتظار مزيد من اختبار الحريات بالندوات الساخنة.. ولهذا أدعوكم أن تشاركوا حزب المؤتمر السوداني في ندوته الجماهيرية المفتوحة الليلة بميدان الرابطة بشمبات.. التي يخاطبها رئيس حزب المؤتمر السوداني السيد إبراهيم الشيخ وآخرون..
الاختبار الثاني للحريات.. والمعارضة.. شاركونا في تقييم الأداء السياسي للمعارضة.. والصبر الحرياتي للحكومة.
لا تنسوا.. أرجوكم تكبدوا مشاق الحضور..