تحقيقات وتقارير

غرايشون .. البحث عن بديل لعبد الواحد

«ابحثوا عن ممثل غير عبد الواحد» بهذه الكلمات الواضحة خاطب المبعوث الامريكي للسلام في السودان اسكوت غرايشون النازحين في المعسكرات، خاصة نازحي معسكر كلمة بعد ان طلب الانفراد بالنازحين ورفض حراسة الحكومة وقوات اليونميد في زيارة مشهودة جاء بعدها المبعوث الامريكي الخرطوم واكتفي في ذات الليلة بلقاء مني اركو مناوي وبحث معه الاوضاع الانسانية بالمعسكرات ونتائج لقاءاته مع النازحين.
وحسب مصدر مطلع فان غرايشون الذي ظل جالساً على الارض لساعات يستمع بقرب لمشايخ المعسكر تحدث مع النازحين بلهجة قوية ودعاهم لوضع مطالبهم مكتوبة وتبنيها بانفسهم، وطلب منهم دون ان يلتفت الى صور عبد الواحد محمد نور التي تلتصق بقوة على خيام المعسكر ان يختاروا مبعوثين يمثلونهم في جولة المفاوضات القادمة التي ترتب لها الوساطة بالعاصمة القطرية الدوحة ،واعتبر غرايشون مقاطعة عبد الواحد للمفاوضات من شأنها حرمانهم من وجود اصوات تمثلهم داخل عملية التفاوض.
وغرايشون لم يتفق اصلا مع عبد الواحد منذ ان التقاه في العاصمة الفرنسية باريس قبل اشهر. ونقل لبعض القيادات استياءه من موقفه. وقال إنه لن يلتقيه مرة ثانية. وبدأ مباشرة في سياسة تجريد عبد الواحد من كل معاونيه بدأها بالقيادات الميدانية وعلى رأسهم طرادة القائد العام لقوات الحركة التي اقنعها باللحاق بركب الفصائل الأخرى والمشاركة في جولة المفاوضات القادمة وعدم الوقوف في محطة عبد الواحد ،ثم عززها بلقاءات متعددة مع مشايخ المعسكرات خاصة معسكر كلمة الذي يمثل فيه الفور اغلبية كبيرة ومعظمهم يؤيدون عبد الواحد بطبيعة الحال والتصنيف، ودعاهم لاختيار ممثل يعمل من اجلهم، وقال لهم ان مستقبلكم بين يدي عبد الواحد وهو يداه مكبلتان في باريس، ورغم ان مجهودات غرايشون اصطدمت بشريحة من النازحين الموالين لعبد الواحد الا انه سعى بقوة الى اقناعهم بحاجتهم الى ممثل غير عبد الواحد الذي وصفه بانه يشجع البقاء في المعسكرات ويتمسك برفض المشاركة في المفاوضات،في ذات الوقت الذي تنتظره فيه الفصائل الأخرى وتتمسك باهمية مشاركة الجميع ،خاصة مجموعة عبد الواحد.
وحسب مراقبين فان النازحين في المعسكرات لم يكونوا جزءا من الصراع المسلح في دارفور ،ولكنهم اصحاب مصلحة في تسوية النزاع وانهاء معاناتهم ، ومسألة مشاركتهم في المفاوضات قد تقود الى اشكاليات أخرى، فهم جزء من منظمات المجتمع المدني التي تأثرت بالنزاع ،ولكن ليس بامكانهم تسوية قضاياهم دون مساعدة الاطراف.
وفي ذات الاتجاه يمضي الكاتب الصحفي عبد الله آدم خاطر قائلا ان النازحين لايمكن ان يكونوا بديلاً للذين حملوا السلاح وهم الى جانب الحكومة يمثلون اطراف النزاع واضاف لـ «الرأي العام » يمكنهم ان يضغطوا على الاطراف خاصة الحركات المسلحة ،ودعوة غرايشون تمثل تشجيعاً لهؤلاء النازحين.
بينما يرى الاستاذ صالح محمود المحامي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ان المبعوث الرئاسي غرايشون مكلف بانجاز مهام محددة من بينها احلال السلام في دارفور عبر المفاوضات ،وهو حسب صالح يسعى لاقناع طرفي الصراع واهل دارفور ممثلين في المتضررين من النازحين بالمعسكرات، وهو لذلك بحاجة لإيجاد آلية لاشراك اصحاب المصلحة في السلام، واشار صالح الى ان دعوة غرايشون لابد ان تكون لها اسبابها حيث ظل عبد الواحد يرفض كافة اشكال التفاوض المطروحة في الوقت الذي يجب فيه سماع صوت النازحين ومشاركتهم الحل بعد استمرار معاناتهم ست سنوات.
عموما حسب سياسة غرايشون بعد ان فشلت ابوجا بكل ملحقاتها في احلال سلام شامل ظهرت الحاجة لاكمال المعادلة بالاتفاق مع الفور حتى لو كان بديل عبد الواحد النازحين بالمعسكرات من ابناء جبل مرة.
أميرة الحبر :الراي العام