احمد دندش

ألف نِيلة ونِيلة (2)


[JUSTIFY]
ألف نِيلة ونِيلة (2)

توقفنا بالامس عندما طلب مني عنتر (خروفاً مشوياً) وبعض (النبيذ الاحمر)، وقلت لكم في نهاية المقال بأنني اتخذت موقفاً مشرفاً لأول مرة في حياتي، لكن مالاتعلمونه، انني اتخذت (اجبن) موقف في حياتي وذلك بإصطحاب ذلك الرجل -الذى يدعي انه (عنتر)- الى (جزارة ود التومة) على الاقل ليشرح له (ود التومة) الحاصل، و(لو بعد كدا فيها سيف وقطع رقبة…يبقى دا نصيب ود التومة).!
المهم…طلبت من عنتر ان يرافقني، فسألني بتوجس: (الي اين يارجل).؟…فقلت له بسرعة: (يعني حااوديك وين يااخوي…ماتخاف ماعندنا هنا قبيلة طئ والكلام دا…لكن عندنا ناس اشرس منهم ذاتو).؟…سألني بسرعة: (من هم).؟…فتلفت حولي قبل ان اقول له بهمس: (يااخوي ماتودينا في داهية..كدي الكلام دا خليهو بعدين…ارح معاي هسي نشوف ليك الخروف البتتوحم بيهو دا).!
وصلنا بعد اقل من دقيقتين لـ(جزارة ود التومة)، فخطوات عنتر الواسعة اجبرتني على الركض بجواره حتى انني عندما وصلت شعرت بانني اصبت بالازمة القلبية.
المهم…توقفت امام جزارة (ود التومة) الذى ماان شاهد ذلك الرجل الضخم بجواري حتى سألني في هلع: (يااخوي دا شنو المعتوه الكاريهو وراك وجايبو لي دا)..؟…اشرت بيدي الى (ود التومة) ليصمت قليلاً حتى التقط انفاسي، قبل ان اقول له برهق: (يااخوي…تصدق ولا ماتصدق دي ماشغلتي…الزول دا عنتر بن شداد العبسي…لاقيتو في موقف المواصلات…وقال داير ليهو خروف محشي…وبأعتبارك انت جزار الحي انا جبتو ليك…اتصرف معاهو)…هنا امسك (ود التومة) بيدي وهو يقول لي بلهجة بكائية: (ياخي دا كلام شنو…يازول والله البني آدم دا مجنون عديييل كدا…عليك الله خارجو من هنا وانا بديك شوية مقانص كدا تمشي بيها حالك)…هنا التفت الى عنتر وسألته بسرعة: (ياعنتر…مقانص بتنفع معاك)..؟….نظر الي عنتر في دهشة قبل ان يسألني بلهجته الفصحى: (وماهي المقانص ياهذا).؟…في تلك اللحظة كان (ود التومة) يضع بعض (المقانص) على الطاولة، فأشرت لها بيدي، فنظر الي عنتر قبل ان يأخذ نفساً عميقاً ويقول: (حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ…عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ…عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا…زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـم…ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ…مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَم…كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا…بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـم).!!
ساد الصمت لدقائق بعد ان القى عنتر تلك الابيات، فأقترب مني (ود التومة) وهمس لي برعب قائلاً: (الزول دا قصدو شنو بالكلام القالو دا).؟…هززت رأسي علامة النفي، وقبل ان اعلق بأي حرف، استل عنتر سيفه اللامع من بين طيات ثيابه و…….
(نواصل غداً)

[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني