عثمان ميرغني

البند رقم.. واحد

[JUSTIFY]
البند رقم.. واحد

يا أحزاب المعارضة.. الليالي السياسية ليست لـ(إقناع) الشعب بقضيته.. فالشعب عندما خرج في سبتمبر 2013 إلى الشارع بقوة ما كان مدفوعاً من قوى منظمة. كانت انطلاقة عفوية تعبر عن تطلع الشعب لتغيير واقعه التعيس.. يجب أن تدرك الأحزاب أن هدف (الليالي السياسية) يجب أن يركز على (تجييش) الشعب خلف قضيته المركزية الرئيسية..

لا أحد في السودان يجهل ما هي المشكلة.. والحل.. لكن في المقابل لا أحد قادر على تحريك الشعب في اتجاه الحل.. وإذا لم تحرك (الليالي السياسية) الماكينة العملاقة الهادرة.. فلا فائدة منها.. تصبح مجرد ندوات باردة لا تحتاج إلى جمهور أو سرادق أو تكبد مشاق الاستماع في ميدان مفتوح تحت حرارة ليالي الصيف.

مطلوب في الليالي السياسية للأحزاب إتقان فن صناعة أجندة (الشارع السوداني).. والتجارب عند كل الشعوب أثبتت أن الشارع لا يتشكل حول حشود تائهة من الأجندة. الشارع يبحث دائماً عن (الكلمة السحرية) المفتاحية التي تصنع خارطة الطريق ليلتف حولها..

في تجربة الشعب المصري.. مثلاً.. بدأ نضاله السياسي بكلمة واحدة (كفاية).. كانت كافية لتصنع أقوى معارضة لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.. حركة (كفاية) المصرية كانت تتكون من أحزاب ومنظمات وجمعيات وشخصيات وطنية رامزة.. كلمة واحدة لكنها كانت موحية لتصنع أمواج التغيير الكاسح..

المطلوب الآن تجميع إرادة الشعب كلها في قضية مركزية واحدة لتصبح منصة الانطلاق و(خارطة الطريق) لفرض سيادته على مصيره.. فالشعب السوداني إرادته مصادرة.. ومصيره يُفتى فيه بغير مشورته ولا رضاه.. بل هو آخر من يعلم.. خاطره مكسور مع سبق الإصرار والترصد..

مطلوب (كلمة السر) التي تفتح الجرة التي سُجن فيها المارد؟؟ الشعب السوداني.. وحتماً عندما يخرج سيفرض سلطته.. فوق كل سلطة.. وهو المطلوب.. فقط أن يصبح الشعب مالك زمام أمره.. أن تخاف الحكومة من الشعب.. بدلاً من الواقع الذي جعل الشعب هو الذي يخاف من الحكومة..

اقترحت في (حديث المدينة) أمس تكوين (قوى سبتمبر) تحالف يجمع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والتجمعات المهنية والفئوية والمعاشيين والشباب والمرأة.. هذه القوى تلهم الشعب (البند رقم واحد) الذي منه تنطلق (خارطة الطريق) لصناعة مستقبلنا..

وحتى لا تضيع الأحزاب (لياليها السياسية الجماهيرية) في أفكار وأجندة متلاطمة.. وتحليل سياسي هو من المعلوم بالضرورة لكل فرد في الشعب السوداني.. فتفشل في شحذ الوجدان الجماهيري لممارسة الضغط المطلوب لصناعة المستقبل.. فإن المطلوب الآن وبأعجل ما تيسر، التفكر والتفاكر في تجميع (قوى سبتمبر) من مزيج هذا التحالف العريض الذي يفضي في النهاية إلى (خارطة الطريق).. التي تنقذ البلاد من الهاوية التي تتدحرج نحوها بسرعة..

هذه الفرصة لن تتكرر.. Now or never صناعة مستقبلنا ومصير أجيالنا في يدنا.. لا أحد مفوض نيابة عنا لتقرير مصيرنا..

بالله عليكم اخرجوا من جلباب خبرتكم القديمة التقليدية.. حاولوا استلهام روح العصر.. لفرض إرادة الشعب..

لا وقت للدموع.. لا وقت لحوار (الممهولين).. من أجل إنقاذ سكان المعسكرات في دارفور.. من أجل وقف سفك الدماء في كل مكان.. اجمعوا الشعب على كلمة سواء.. على (البند رقم واحد)..

[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]