في منتدى فلسطين الدولي
< كلمات مؤثرة للغاية وصور وتقارير وأفلام متقنة وافتتاح مهيب، في منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال الذي تواصل، صباح أمس بمدينة استنابول التركية، بحضور رموز إعلامية وصحفية ومفكرين من قارات العالم المختلفة ومن الوطن العربي، وينظم المنتدى نادي فلسطين للإعلام ومقره العاصمة اللبنانية بيروت ووكالات دولية ذات صلة وعلاقة بالقضية الفلسطينية. < المنتدى ينظر في أوضاع القضية الفلسطينية وانحسار الاهتمام الإعلامي بها في ظل تحولات كبيرة جرت وتجري في الإعلام العربي والدولي، وما نتج عن ظروف بالغة التعقيد في بلدان العالم العربي على خلفية ثوراته العارمة التي اقتلعت بعضاً من رموز عهد منكسف للنظام الرسمي العربي، ثم التراجعات والارتدادات العكسية التي حدثت في بعض بلدان الربيع العربي. < واللافت أن حجم المشاركة والالتزام بالقضية الفلسطينية في هذ المنتدى من المفكريين والصحافيين والإعلاميين من أوروبا وأمريكا وبلدان قارة آسيا ودول إفريقية، فاق اهتمام الإعلام العربي خاصة الإعلام الرسمي للحكومات والأنظمة، وتلك محنة كبيرة من أزمات العالم العربي الذي تراجعت فيه القضية الفلسطينية في ترتيب أجندة الحكومات والأنظمة والشارع العربي، وقد أحدثت عوامل سياسية ومخططات إعلامية هذا الطمر لقضية فلسطين وجرحها النازف تحت رماد وتراب الواقع المر في عالمنا العربي، ولا ينفصل ذلك النكوص عن حالة الاضطراب والتبعية واليأس التي تخيم على مشهدنا العربي. < ولكم كان مؤثراًَ للغاية أن تشهد الجلسة الافتتاحية للمنتدى كلمات مبكية لعبد الباري عطوان وفهمي هويدي وصلاح عبد المقصود نقيب الصحافيين المصريين السابق، ووزير الإعلام في عهد الرئيس المنتخب والشرعي د. محمد مرسي، وسرجي شفينشينكو الإعلامي والصحافي الروسي المعروف، والكاتبة الصحافية الإنجليزية المعروفة فيكتوريا بريتين، والمفكر القطري د. محمد المسفر، والكاتب والمفكر التونسي صلاح الجورشي. < لكن المنتدى سرعان ما تجاوز الحالة العاطفية بكل جيشان مشاعرها، إلى انتهاج منهج علمي وتنويري محكم في كيفية اتخاذ الإعلام سلاحاً فاعلاً في المعركة ضد العدو والاحتلال الصهيوني، واستعادة القضية الفلسطينية مكانتها بوصفها قضية إنسانية لم يشهد التارخ البشري لها مثيلاً في الظلم والقهر والقتل والسحل والتضييق والتشريد والتضليل. < واتخذ المنتدى عقب جلسته الافتتاحية أسلوباً جديداً في تفاعل بناء بين كل العناصر المشاركة فيه، حيث تقسم المشاركون إلى ورش عمل وندوات وعمل مجموعات، وهم صفوة الإعلام العربي الحر والمهتمون بالقضية الفلسطينية ومناصروها من خارج الوطن العربي. < ومثلت الحالة السياسية والإعلامية العربية، بؤرة جاذبة للنقاشات والانتقادات التي صوبت أغلبها في كيفية صناعة مجرى جديد لاستعادة أولوية القضية الفلسطينية، وصناعة وتجديد صورتها في المرأى والمشهد العالمي الذي أُسقطت من اهتماماته، والشعب الفسطيني نفسه كما قال الإعلامي الفلسطيني الضخم أحمد الشيخ وهو قادم من القدس: «لا ينتظر الشعب الفلسطيني من الإعلام العربي شيئاً ولن يرتجي!!» < إذا كانت القضية الفلسطينية نفسها تقف عند مفترق طرق خطير، فإن تناولها ووضعها في مقدمة اهتمام الإعلام العالمي لا يقل أهمية وخطورة، ويتوجب أن يعمل الإعلاميون والصحافيون العرب والمؤسسات الصحفية على رد هذه القضية إلى صدارتها، ولكم هو قاسٍ أن يتحدث أناس من مجتمعات ودول بعيدة لا تربطهم بفلسطين سوى رابطة الإنسانية الواسعة، عن أهمية قيادة حملة إعلامية دولية من أجل مناصرة الشعب الفلسطيني وتعرية ما تبقى من أوراق التوت على سوءات الاحتلال الصهيوني، بينما الإعلام العربي تائهٌ ولاهٍ وساهٍ عن قضايا الأمة، بل يعمل على تجريم الشعب الفلسطيني وشيطنته والتآمر على قضيته، ويعمل الإعلام العربي إلا القليل على خدمة المصالح والتوجهات الإسرائيلية التي تجتهد في زيادة تغييب وعي الشعوب وتغبيش رؤيتها وتضليلها وإفساد شبابها، ونظرة عابرة للقنوات العربية وما تبثه من برامج لا قيمة لها تعطي الدليل الدامغ على أن الإعلام العربي شريك في تضييع فلسطين وأولى القبلتين. < ولا مندوحة ولا مناص عبر التفكير والعمل بعمق، ونحن نعيش زمن تحولات مفصلية في وطننا العربي والعالم، من رسم معالم لطريق يستخدم بوصلة واحدة، فأية بوصلة لا تشير إلى القدس اليوم هي بوصلة مضللة وضالة. [/JUSTIFY][/SIZE]أما قبل - الصادق الرزيقي صحيفة الإنتباهة