عثمان ميرغني

خبر غير سار


[JUSTIFY]
خبر غير سار

قبل عدة سنوات خاضت صحيفة (التيار) معركة شرسة ضد (هيئة الحج والعمرة).. وكشفت بالوثائق والبراهين ما يدور في داخلها والمال (السائب!!) الذي صار ميدان معركة بين المتنافسين.. مال يقتطع من أفواه المساكين الذين يبيعون أغنامهم لتلبية أشواق زيارة المشاعر المقدسة..

والحمد لله انتهت تلك الحملة بقرار حكومي أطاح بالهيئة.. صدر قرار بحلها.. وتحولت إلى مجرد إدارة صغيرة داخل وزارة الإرشاد.. لتهتم بالشأن السيادي المرتبط بالعلاقة الثنائية بين السودان والسعودية في الحج والعمرة..

وكنا نظن بذلك أننا نجحنا في إغلاق ملف كاسح.. لكن وبعض الظن إثم- اتضح أنا طيبون.. بالمعنى المصري لكلمة (طيب)..

إذ وصلتني أمس- أخبار مؤكدة أن سيئة الذكر (هيئة!!) الحج والعمرة تعود الآن في ثوب جديد بعد أن تحول اسمها إلى (مجلس الحج والعمرة).. بناء على طلب وزارة الإرشاد..

بالله عليكم ساعدوني في فهم هذا التشبث الحكومي العنيد ببقاء القبضة الحكومية على إدارة ملف الحج والعمرة.. ما هو (العسل!!) الذي لا تستطيع الحكومة فطام نفسها عنه في كنف الحج والعمرة..

يا سادتي.. الحج والعمرة من صميم أعمال وكالات السياحة والسفر.. فهي سياحة دينية وسفر إلى بلد لحسن الحظ مجاور وشقيق.. يستطيع الحاج الوصول إليه بأقل التكاليف بحراً وجواً.. ما هي علاقة الحكومة بسفر مواطنيها لأداء هذه الشعيرة..

إذا كانت حجة الحكومة أن المواسم المقدسة تشهد ازدحام السفر في الحج والعمرة.. فإن الذين يسافرون إلى القاهرة في موسم الصيف أكثر من عشرة أضعاف جميع من يسافرون للحج والعمرة في عام كامل.. فلماذا لا تؤسس الحكومة (هيئة التصييف في مصر).. لتفوج المسافرين إلى مصر.. وتضمن لهم سكنهم ومواصلاتهم وطعامهم.. بل وملابسهم..

هيئة الحج والعمرة من فرط إفراطها في تصيد أموال الحجاج والمعتمرين وصلت في بعض المراحل أن أجبرت الحجاج على شراء شنطة السفر والإحرام بل والحزام من الهيئة.. تجارة تقتنص كل درهم في جيب الحاج.. حتى آخر قطرة..

في فترة سابقة عندما اقتنعت الحكومة بمبدأ الخروج من عمليات الحج والعمرة.. في عهد وزير الإرشاد الفقيد غازي (رحمه الله).. أعلنت إجراءات انتقالية مرحلية لخروج الحكومة من سوق الحج والعمرة. لكن بعد انتقال الوزير إلى رحمة الله بدأت مسيرة العودة وبقوة إلى (تجارة!!!) الحج والعمرة..

ما معني أن تعلن الحكومة برنامح (خصخصة) الشركات الحكومية.. لتخرج من السوق وتترك المجتمع يدير نفسه.. وتقدم التقارير للمجلس الوطني (البرلمان) تتحدث عن خروجها من (23) شركة.. ثم ترتد لممارسة (تجارة!!) الحج والعمرة بإصرار عنيد..

سيدي وزير الإرشاد.. والله العظيم هذا حرام بكل ما تعني الكلمة.. أكل لأموال الناس بالباطل.. عندما تصر الحكومة على محاصرة الحجاج والمعتمرين برسوم إدارية بلا مقابل.. وبكل أسف ليت الأمر كان في عمل بعيد عن شعائر الدين..

يا مولانا مدير الحج والعمرة.. ما تفعلونه مهما غلفتموه بالأعذار- سيحاسبكم الله عليه.. فهؤلاء الحجاج والمعتمرين غالبيتهم من أفقر المواطنين.. وكل جنيه تجبرونهم على دفعه.. معلق في رقبتكم إلى يوم القيامة..

اتركوا عباد الله يمارسون حرية وخصوصية السفر للحج والعمرة..!!

[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]