أسئلة “كهربائية” مشروعة
منذ أكثر من عامين أو يزيد.. وكنت قد تعرضت لعطل كهربائي كبير بالمنزل، استعصي عليّ أمر التبليغ لأن كل الأرقام الخاصة ببلاغات الكهرباء يومها أسلمتني لبعضها البعض، وكل منهم ينبئني بأنني خارج دائرة اختصاصه! وأذكر أنني كتبت يومها عن ذلك آملةً أن يتم تخصيص رقم موحد للتبليغ على مستوى البلاد.. وكان أن حرص أحد قيادات كهرباء العاصمة على الاتصال والتوضيح حاملاً بشرى إطلاق خدمة مركز البلاغات الرئيس برقمة المميز 4848 الشيء الذي أثلج صدورنا وأسعدنا.
واليوم أعود وكلي أسف لأخاطب المعنيين من القائمين على أمر الكهرباء، وأوجه لهم بعض الأسئلة المنطقية المشروعة التي تبحث عن إجابات واضحة ومحددة، وهي على النحو التالي:
1- إذا كان المواطن السوداني المقتدر أو البسيط على حد سواء يقوم حالما تمكن من بناء عقار سكني أو تجاري أو خدمي على امتداد المناطق التي تتمتع بالإمداد الكهربائي بشراء (العداد) الكهربائي الخاص بالعقار بمبالغ متفاوتة طائلة.. فكيف تقوم الهيئة بعد ذلك بفرض رسوم إيجار شهرية على العداد بعد أن أصبح تلقائياً مملوكاً لصاحب العقار؟!
2-لماذا تكون الاتصالات التي نجريها للرقم 4848 بغرض التبليغ عن مشاكلنا وحالاتنا الكهربائية الطارئية المتمثلة غالباً في القطوعات وما يسببها مدفوعة القيمة؟!.. والمعلوم أن أرقام الطوارئ في كل العالم يفضل أن تكون مجانية حرصاً على سرعة التبليغ ولتقديم خدمة مميزة مستحقة للمواطن؟!!.. ولماذا تمعنون في تطويل فترات انتظارنا بينما صوت المجيب الآلي يقتات من أعصابنا باللغتين العربية والإنكليزية ويستفز صبرنا، حين يقول لك إن رقم مكالمتك هو 39 على سبيل المثال ثم لا يلبث سوى دقائق ليعود ويخبرك بأن رقم مكالمتك هو 47، وأن الموظف المعني سيرد عليك حالما توفر!! فبدلاً من أن تتناقص فترات الانتظار تجدها تطول وتطول حتى يكاد صبرك أن ينفد، وكل هذا الوقت يستقطع ثمنه من رصيدك! وما الذي يمنعكم من استخدام العدد الملائم من موظفي استقبال المكالمات بما يوفر وقت المواطن ويرحم إنسانيته؟!
3- إذا كانت الخدمة الكهربائية التي نستخدمها تعرف بكهرباء الدفع المقدم.. مما يلزمنا بشرائها أولاً ودفع كافة تكاليفها عداً ونقداً قبل أن نعبئها إلتكرونياً في العدادات التي اشتريناها من قبل ثم عدنا فاستأجرناها تلك.. فلماذا لا زلتم تتحكمون في توقيت وآلية استخدامنا لها؟ فتقطعونها عنا متى شئتم وفي أوقات حرجة وغير مناسبة، لاسيما ليلاً، وفي مثل هذه الأيام القائظة وتتركوننا فريسةً للحر والباعوض وصغارنا يصرخون معلنين احتجاجهم.. فما قولكم وقول هيئة علماء السودان التي تتشدق بفتاويها في الفارغة والمليان، في من يبيعك منتجاً ويقبض ثمنه كاملاً غير منقوص ومعه تبعاته وبحسب السعر الذي يريده، ثم يعود فيفرض عليك كيفية استخدامه ويحرمك من التمتع به؟!
4-هل تعلمون أن سعر الكيلو واط الكهربائي في السودان أغلى من أمريكا؟.. وأن الجارة مصر كأقرب مثال وبكل الزحم والاكتظاظ السكاني الذي كاد يتحول إلى انفجار وبرغم اتساع نطاق الإمداد فيها واستخدامها في الغالب للعداد البدائي لاتزال تكلفة الكهرباء فيها أقل منا بكثير؟! رغم أننا على أعتاب التصدير، وهو المرحلة التي تلي الاكتفاء الذاتي!!
5-بعيداً عن مبانيكم الفخمة الأنيقة ومستحقاتكم الممتازة.. متى تفكرون في استثمار العائدات المهولة التي تجنونها كل يوم في تحقيق فتوحات جديدة وتوصيل إمدادكم العزيز لبقية مدن وقرى وحلال السودان؟! علماً بأن مناطق متاخمة للعاصمة الحضاريه لاتزال ترزح في الظلام.. فكيف هي النائية البعيدة؟!
أخيراً.. وعلى طريقة أستاذي الفاتح جبرا الشهرية.. أخبار سد مروي شنووووووو؟!!.. ومتى تعترفون بأنه كان من الأخطاء الإستراتيجية الفادحة؟!! وهل فكرتم يوماً في استغلال الطاقة الشمسية الوفيرة التي تصلي جلودنا لخير هذه الأمة؟!
تلويح:
متى ستطبقون شعاركم الغنائي الجميل:
بي عزيمة وبي تحدي نبني كل المستحيل
كل يوم تشرق شمسنا ونبقى نور في كل ليل؟!
إندياح – صحيفة اليوم التالي
ديل مابهمهم شئ ياأستاذه على قول المثل الكلب ينبح والجمل ماش نريد من الصحافه أن تكشف لنا الفساد فى الكهرباء!!!!!!!!!