أمينة الفضل

منحة الحكومة

منحة الحكومة
بعد قرارات الأخ الرئيس بإطلاق الحريات للعمل السياسي والإعلامي، نشطت الأحزاب مكتومة الأنفاس في إطلاق الهواء الساخن من صدرها بكثافة، بحيث أنها لم تكن تدري أين سيتجه هذا الهواء المتقد والقابع في الصدور لسنوات طويلة، فقبل أيام خرج الحزب الشيوعي من مخبئه السري وانطلق يتحدث لا يلوي على شيء بعد أن انطلقت عقدة لسانه، فقال من ضمن ما قال إن هذه الحريات قد جاءت بعد نضال وعمل وجهد، وإن هذه الحرية ليس هبة ومنة من الحكومة، بل هو حق مستحق جاء بجهود المناضلين، حقيقة لم أدر أأضحك ام أبكي على هذا الكذب البواح، ودون خجل يدعي الحزب ــ المختبئ وراء الأفق بدعوى الملاحقات الأمنية والتهديدات الحكومية ــ ما ليس له، يدعي بطولة زائفة يستقطب بها عضويته المتكلسة والمؤطرة في شخصيات معدودة لا تخرج من سكرتير الحزب والناطق باسمه ربما خوفاً من استهداف هذه العضوية التي خرجت من مخابئها يومذاك لا تخاف دركاً ولا قبضاً من الشرطة، في أول يوم حرية يفعل الشيوعي ما لم يفعله قبل خمس وعشرين سنة ينفض عنه الغبار ويعود بذات الترنيمات ويرفض حتى منحة الحكومة بقنطار الحرية الذي جعله يشتم الحكومة ويحرض على تفكيكها كأنها علبة فسيخ وليست حكومة ودولة ونظام، قلنا قبل الآن إن الأحلام مجاناً، فليحلم الجميع لكن دون إسراف في الأحلام، خاصة أحلام اليقظة التي حال الاستيقاظ منها ستكون المفاجأة صعبة الاحتمال، ونعترف بذكاء الحكومة التي جعلت الأحزاب تتواثب لإطلاق هوائها الساخن حتى تصفي الصدور من الشحناء ويلتفت الجميع لبناء الوطن وليس هدمه، وهذا يعني سلفاً أن الحكومة ليست خائفة من شيء كما يدعي البعض، وعلى الجميع الاستعداد منذ الآن وعدم المراهنة على الحضور الذي يؤم الندوات، والذي قد يأتي به الفضول احياناً وليس الانتماء والتفاعل، والفيصل في كل ذلك صناديق الاقتراع، إذ لم يبق بيننا وبينها سوى القليل، وعلى الأحزاب الخارجة للتو ألا تراهن على غضب المواطن وسخطه على الحكومة، فليس هذا كافياً لنعرف من يفوز في رهان الصناديق، عليه فليغير الحزب الشيوعي سيمفونيته المكرورة هذه ويدع الضرب على وتر الحريات والمرأة والعمال وهمومهم، فما وجدته المرأة الآن لم تجده من قبل حتى لو أعلنت سامية حسن المنتمية لحزب المؤتمر الوطني عن حزبها النسوي القادم لدك مملكة الرجال السياسية «في حرية اكتر من كده؟!»، لنكن أكثر واقعية ونبدأ العمل الجاد والميدان هو الفيصل «ميدان العمل وليس صحيفة الميدان».

حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]

شاهد أيضاً
إغلاق