الصادق الرزيقي

غازي والمعرض السياسي!!

[JUSTIFY]
غازي والمعرض السياسي!!

< لم يفهم كثيرون، لماذا ذهب د. غازي صلاح الدين إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأقحم نفسه في وحل المفاوضات الجارية، على مظنة أنه ربما يدفع التفاوض والحوار المأزوم بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال إلى الأمام. < يقول د. غازي رئيس حركة الإصلاح الآن، إنه تلقى دعوة من رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى ثامبو مبيكي، للإسهام في دفع المفاوضات وتسريع وتيرتها، وقد درج السيد أمبيكي على توجيه مثل هذه الدعوات لبعض الشخصيات السودانية للاستئناس برأيها والاستعانة بها في تلطيف أجواء التفاوض، أو طلب مساعدتها في صياغة وترتيب الرؤى والأفكار التي تتقدم بها الآلية للطرفين. < وسبق أن استعان رئيس الآلية رفيعة المستوى في الجولة الأولى في فبراير الماضي، بالأستاذ سيد الخطيب قبيل إعلان الوساطة عن ورقتها التوفيقية السابقة التي قدمت في «18» فبراير الماضي. < وفور وصوله انخرط د. غازي في لقاءات وحوارات مع السيد رئيس آلية الوساطة وسكرتاريته وجلس إلى وفد قطاع الشمال، ولا يساور أحد شك في أن لقاءاته مع رئيس وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال لن تحقق أي تقدم أو تبلغ مساهمته الحالية غايتها، لانعدام أية أرضية مشتركة ينطلق منها حواره مع قطاع الشمال. < وعرمان الذي جلس معه غازي، لا يرى فرقاً بين غندور وغازي على الإطلاق، فكلاهما يمثل التيار الفكري الذي يقاتله ويناصبه العداء ولا يثق فيه حتى وإن اختار د. غازي الدرب الخاص به، ومن المستبعد أن يأخذ رئيس وفد الحركة في حواره وتحادثه مع مستشار الرئيس السابق أية نقاط تقود لتقدم ما في المفاوضات، ولن يحصل د. غازي نفسه على تفهم من جانب عرمان للدواعي التي جعلته يطير من الخرطوم لأديس لاحقاً بقطار المفاوضات المتعثرة. < ومن المحير حقاً أن د. غازي الذي كان ممسكاً في وقت من الأوقات بملف المفاوضات عندما كان مستشاراً للرئيس لشؤون السلام ثم ملف قضية دارفور ومفاوضات الدوحة، وقبلها المفاوضات حول قضية جنوب السودان وأنجز اتفاق ميشاكوس وشارك بفاعلية في نيفاشا، يكون أكثر العالمين ببواطن الأمور ومشكلاتها ومتشابهاتها في رؤية الحركة الشعبية الأم أو قطاع الشمال، لقضية الحرب والسلام في المنطقتين، وغداة توقيع نيفاشا كان صوت غازي هو الأبرز في رفض ضم قضيتي المناطق الثلاث، جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي لاتفاقية السلام الشاملة والتسوية السياسية التي تمت لمشكلة جنوب السودان، وكانت له مواقفه وآراؤه التي عبر فيها عن عيوب تلك الاتفاقية ومثالبها وخطورتها بإفرادها بروتكولات خاصة بهذه المناطق. < ففي السابق «أي في نيفاشا» ضمت المنطقتان جنوب كردفان والنيل الأزرق، إلى قضية جنوب السودان وكانت جزءاً من البروتكولات الستة، والآن لا تريد الحركة حل هاتين القضيتين إلا في إطار إلحاق وإضافة أخرى تسمى القضايا القومية، وكأن قدر أهل المنطقتين أن تكون همومهم وقضاياهم مرتبطة بمصائر أخرى يستعصي حلها في حدود وإحداثيات المشكلة المتعلقة بالمشاركة السياسية والترتيبات الأمنية والشأن الإنساني. < وبما أن د. غازي يعلم هذه الحقائق جيداً، ويعرف مرجعيات التفاوض وحدوده، ويعرف لماذا يجب أن تحل قضية المنطقتين في دائرة تفويض الآلية وفي موضوعات التفاوض دون القفز إلى قضايا أخرى وأفق لا يتناسب ووضع قضية المنطقتين، فإن دوره الذي طلب منه والمشورة التي التجأ إليه فيها السيد ثامبو أمبيكي، ينبغي أن تعزز الموقف التفاوضي الحكومي وليس أي شيء آخر.. وأن يسعى لإقناع قطاع الشمال ــ إن سمعوا منه وعقلوا ــ بضرورة إنهاء ووقف الحرب واختيار الحوار سبيلاً لحل كل القضايا الشائكة في البلاد، فمواطنو المنطقتين لا رغبة لهم في غير السلام والاستقرار والخدمات والتنمية والأمن والأمان. < وغير هذا سيفهم كثير من الناس، أن وجود د. غازي في هذه الجولة من المفاوضات، لا يعدو كونه تسابقاً في مضمار سياسي، ووضع لافتته الحزبية على لوحة إعلانات المفاوضات التي امتلأت حتى اتخمت باللافتات والصور الحزبية كأنها معرض سياسي مفتوح. [/JUSTIFY][/SIZE]أما قبل - الصادق الرزيقي صحيفة الإنتباهة