صورة
#أفتح ألبوم صوري بارتباك.. فأنا أعلم أن وجهك سيطالعني من بين الصور.. ولم أقوَ بعد على تمزيقه ومحوه من ذاكرة أيامي.. ورغم أنني أعلم.. تجدني مدفوعة للعبث بتلك الذكريات بحثاً عن وجهك تماماً كالمدمن الذي يكره ضعفه وإدمانه ويدرك عواقبه غير المحمودة، بيد أنه لا يقوى عن الإقلاع عن إدمانه ذاك!!
أفتح البوم صوري.. ألمح وجهك.. أتساءل: من أنت؟
فلم أتمكن حتى الآن من معرفة حقيقتك تماماً.. دخلت حياتي وخرجت بوجه جامد لا يترجم أعماقك ولا يعبر عن دواخلك، لذلك أتساءل عن هويتك، عن دوافعك وأسبابك للقرب والبعد معاً؟!
أفتح الألبوم.. فأراني.. من أنا؟ هل كنت في غيبوبة الحياة بهذا الوجه الذاهل البريء واستيقظت الآن؟! أم أنني كنت في استيقاظ الحياة وبدأت الآن غيبوبتي؟ الأمر سبان.. في الحالتين لم يكن وجودك في حياتي ضرورياً.. بل كان خطأ فادحاً مضى أوان استدراكه.. ولم يبق منه سوى صورة!
المدهش أنها صورة باسمة.. فهل كنت تبتسم احتفاءً بانتصارك على إرادتي وكياني وإهراقك لكرامتي وإنسانيتي طوال مدة معرفتنا؟! أم تبتسم ساخراً من سذاجتي وتبجيلي غير المستحق لك كونك الوحيد الذي يدرك تماماً أن حقيقتك الوضيعة لم تكن تستحق كل هذا الانبهار والاستسلام والتوقير؟!
#أفتح الألبوم.. لا شوقاً إليك ولا رغبة في تعذيب نفسي بالتحسر على ذكرياتك.. ولكني أفتحه لأقرأ على نفسي درس الجحود من جديد وأذكرها فعلتك الدنيئة فتقوى مناعتي وتزداد معرفتي بالحياة وتعظم تجربتي بها.. لهذا لم أقوَ بعد على تمزيق وجهك، فقد تركته ليبصق على وجهي كلما فكرت مجدداً في إغداق ثقتي المفرطة ومحبتي العظيمة وعطائي الثر على أحدهم.
وقد أدمنت وجهك، نعم أدمنته، فمطالعته والحديث إليه هو السبيل الوحيد لإفراغ الحنق والعداوة من أعماقي.. أصب عليك لعناتي وجام غضبي سعياً وراء الشفاء من أوجاع الخيانة وجراح الغدر وعذابات الماضي الأليم.
فأنا أسمو فوق مواجهتي لك.. إنك أحقر من أن تواجَه، وأجبن من أن تواجه، وأنا أكبر من أن أضع نفسي في مواجهة هزيلة لا تسمن ولا تغني عن جوع.. فمثلك يجب أن يترك خلف الظهر في مكب الذكريات المريرة.. ولا يرفع أبداً إلى مستوى الجدال والحوار والمناقشة، ربما يمكن أن يتم كل ذلك من باب الشفقة مع صورة.
فالصورة لن تطلب مني فرصة أخرى ولن تحاول التأثير على قراري الأخير.. لأنها تبقى مجرد ألوان باهتة لوجه مرائي لم يحتمل أن يخرج من هذا الإطار ليتحول إلى روح جميلة تتجول بين الناس في رحاب الحب والعفة والإخلاص.
#إذاً لم تعد في حياتي سوى مجرد صورة أعطيتني إياها يوماً بغرض التأثير ضمن إكسسواراتك الكثيرة التي استخدمتها لتنال من ولعي المفرط بكل المبادرات الحميمة والرومانسية وقد كان فلا زلت أذكر أنني كنت أقرأ إهداءك المقتضب على ظهرك كل صباح وكأنه تعويذة لجلب الحظ السعيد.. لك دوماً!! إذن لماذا لم تلتزم بهذا العهد المزيف؟
لقد كنت أريدني لك.. كلي لك.. ولكنك لم تكن تستحق.. والحمد لله على أنني سرعان ما تراجعت وأنقذت نفسي من سجن نفسك المريضة وحياتك الغريبة قبل أن تلتهم نار حقدك وحقارتك كل حياتي وأتحول بالضرورة بعدها في ألبوم الحياة لمجرد (صورة).
تلويح:
كيف تغطي الصورة صورة.. وريدنا داك ياسيدي كلو.. يبقى ماضيك بالضرورة؟!!
إندياح – صحيفة اليوم التالي
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
نفس حار ، وعبارات لم نتعود عليها منك يا صاحبة القلب الكبير
أنت اكبر من ذلك ، استغفري ،