أمينة الفضل

أسد عليَّ وفي الحروب نعامة

أسد عليَّ وفي الحروب نعامة
[JUSTIFY]ما كنت أظن ان يصل الجبن بأولئك الذين اطلقوا سهام السنتهم للنيل من والي الجزيرة المستقيل او المقال بحكم الإمرة والطاعة لا فرق، ما كنت أظن أنهم سيسنون سكاكينهم ليذبحوا الرجل من الخلف بعد أن أعطاهم ظهره مولياً وجهه نحو قبلة أخرى، لم يحفظوا له الجميل، وإن كانوا يخالفونه الرأي وكانوا مهمومين بإصلاح الولاية كان الواجب يُملي عليهم مناصحته في وجهه وإن غضب أو رفض النصح، كان عليهم أن يقيموا ميزان العدالة ويكونوا أكثر تحقيقاً لها، وليس فقط ينتبهون حين يزاحوا من مناصبهم حينها يدعون أن الوالي أي والٍ انما هو غير جدير بهذا الموقع الذي عُين فيه او جاءه على صهوة صناديق الاقتراع صدفة، ما هكذا تكون المناصحة، وإن أعمل الناس سيوفهم وألسنتهم في إخوة البيت الواحد عليكم أن تكونوا أكثر رحمة ولا تؤذوا الناس بما تفعلون، وأية كلمة تصدر يُحاسب عليها الإنسان، فلا يكون أحدكم إمعة إن أحسن الناس تحسنوا وإن أساءوا تُسيئوا وتهرولوا وراء كل ذي غرض «والغرض مرض»، والمناصحة في الدين واردة، ولكن ما يحدث ليس مناصحة انما إساءة وتجريح وتشفٍ كأنما لم يعرفوا هذا الرجل ولم يهللوا له ويكبروا ويعدوا الناس في عهده بأن الجزيرة ستكون جنة الله في الأرض، وما أن زُحزح البعض عن مناصبهم حتى قلبوا للرجل ظهر المِجن، وأصبح الزبير في ليلة وضحاها هو عدو الجزيرة الأوحد، ها قد ذهب عنكم الرجل مشكوراً مأجوراً وبقيت لكم الجزيرة نتمنى أن تكملوا نواقص بنيان الرجل ومشروعاته التي بدأها، هل يُعقل أن تكون كل سنوات الزبير بلا تنمية وبلا عمل وبلا مشروعات، كيف إذن يتم استقباله بالزغاريد والتكبير والكلمات المادحة؟ أم أن كل ما سبق كان تمثيلاً لا حقيقة، وفي لحظة قُتلت مشروعات وخدمات الرجل.. في لحظة أُهدرت جهود سنوات في موقف كان يتطلب وقفة صادقة.. قتلوا الرجل بخناجرهم، وإن لم يكن الخوف من الله هو الدافع لقول الحق فليكن الحياء من الناس، فكيف أصبحوا الآن أُسوداً تزمجر بينما كانوا نعاماً يدفنون رؤوسهم في الرمال والرجل حاضر بين ظهرانيهم لم يجرؤا على قول الحق أمامه، فلما ولاهم ظهره فعلوا فعلتهم الشائنة.. بالله عليكم هل هناك جبن أكثر من ذلك؟ أين كانوا حينما كان الوالي المنتخب فارضاً حكمه وهيبته والكلمة الأولى له؟ أين كانوا، يكفي أنه لم يُرد ان يستن سنة يسير عليها الآخرون بأن يقتص من معاونيه، بل أبقى لهم هيبتهم وصورتهم بين الناس دون أن يمسها الآخرون بسوء، واحتمل هو سهام النقد والتجريح مدافعاً عن أركان حربه.. فهل يكون هذا جزاء من يفعل ذلك، بل أين أولئك الذين كانوا مقربين اليه؟ لماذا لم يفتح الله عليهم بقول حق وصدق في حق الرجل وفي غيابه؟ ام أن الوفاء أصبح من نوادر الأمور. ويقيني أن الزبير لم يخسر وهو «الوالي المنتخب الذي لم يكمل مدته» يترجل طاعة لولي أمره وغيره كانوا يهددون بفصل ولاياتهم والارتكاز على الجماهير المحتشدة التي ستكون ساتراً بينهم وكلمة القصر الفاصلة، لم يبق للانتخابات سوى القليل.. ألم يكن هناك من صبرٍ حتى تقول الصناديق قولها او يغادر معتذراً عن التكليف، منذ أن جاء للولاية والزبير يصرح بعدم رغبته في تولي أمر الولاية، ولكنه التكليف الذي يجعل طاعة ولي الأمر هي الحكم.. ولم يفعل الرجل سوى انه أطاع الأوامر، ويبقى أن يتقي هؤلاء الله في الرجل فقد ذهب عنهم، وليتهم يصبرون على خلفه الذي لن يأتي حاملاً عصا موسى لحل كل القضايا العالقة، وعليهم ألا ينكثوا عن عهدهم للوالي الجديد ونسمع عما قريب أن الجزيرة فقدت والياً عظيماً كالزبير.. ويا ليته بقي ولم يذهب وتبدأ الأسطوانة القديمة والمشروخة في العمل مرة أخرى، لأن كل شخص يرغب في الأمر لنفسه.. تلك النفس الأمارة بالسوء.. جزاك الله خيراً أيها الزبير على ما قدمت.[/JUSTIFY]

حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]

شاهد أيضاً
إغلاق