أين (تتحلل) هذا المساء.؟
(1)
استيقظت في الرابعة صباحاً، تأبطت أحزانها، وكانونها القديم، متجهة صوب مقر عملها في الشارع العام، جلست واضعة يدها على خدها تنتظر (فوران) المياه لتقوم بسكب الشاي لبعض زبائنها القابعين على أرفف انتظار المزاج، سرحت بخيالها قليلاً واستعادت تلك القصة المؤلمة التي تعيشها هذه الأيام، فابنتها تتعرض لمرض خطير تتجاوز تكلفة علاجه المائة ألف جنيه، و….
(لسه الموية ما فارت)..؟.
قاطعت تلك العبارة حبل أفكارها، فرسمت ابتسامة باهتة على شفتيها اليابستين، وهي ترد على ذلك الزبون: (معليش..دقيقة بس)، نهضت من مكانها متثاقلة نحو الزبون وهي تحمل كوب الشاي، فجأة…تفاجأت بعدد من الرجال يحيطون بها، بينما كان أحدهم يقوم بـ(لملمة عدتها) وإلقائها في براح ذلك (الدفار) الأبيض الكبير الذي استقر بجانبها تماماً، أمسكت بيد أحدهم تستحلفه بالله أن يتركها، فهي تعمل من أجل توفير العلاج لابنتها، لكن صرخاتها لم تحرك في انسانيته اي شيء، بل قام بإزاحة يدها عن ساعده بشراسة وهو يشير للرجال بالتحرك، ليغادر ذلك الدفار حاملاً أدواتها، بينما جلست هي على الأرض ودموعها تنساب بغزارة، و…..
غريب أن يعامل الباحثون عن الرزق الحلال في ولاية الخرطوم بهذه الطريقة (المزرية) والقاسية، بينما المفسدون والمختلسون والعابثون بأموال الشعب في ذات الولاية (يتحللون) من جرائمهم ببساطة…(جد حاجة تحير).!
(2)
نظر إليه الطبيب وإلى جسده النحيل قبل أن يقوم بمد روشتة إليه مصحوبة بعبارة: (أمشي أعمل لي تحليل دم)، هنا رسم الرجل النحيل ابتسامة ساخرة على شفتيه قبل أن يرد على الطبيب بهدوء: (مالك…اكتشفت إختلاس في كريات الدم الحمراء ولا شنو).؟
(3)
قرر أن يتزوج عليها مرتكزاً على أنه رجل (مُحلل) له أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، سألته قبل أن يغادر المنزل عن ما تضعه له في الغداء، فأخبرها ببساطة أنه يحب (الملوخية)، ابتسمت هي في دهاء ومكر، فقد طلب وجبة لا تستبين مع ألوانها تلك (الصبغة) التى قررت أن تضعها له داخل الوجبة… وهذا ما يسمى بـ(التحليل قبل التدبيل).!
(4)
سؤال…هل يمكن أن (تحلل) الحكومة عودة هيثم مصطفى للهلال..؟
(5)
قديماً كان (التحلل) يتعلق بالموت…الآن صار التحلل (وسيلة للحياة) وبرفاهية (أكبر من ذي قبل).!
(6)
قدم استقالته من القناة التي يعمل بها، سأله أصدقاؤه عن سبب ذلك، فقال لهم: (طلبوا مني أن أقدم الاستديو التحليلي)، فاندهشوا وسألوه بغرابة أكبر: (وطيب فيها شنو).؟…فرد عليهم باستياء: يا أخوانا في زول ( بحلل) قبل ما (يلعب).؟؟
شربكة أخيرة:
عزيزتي…قومي بـ(تحليل) قلبي… وستجدين أنك تعيشين داخله بكل ارتياح… بعيداً عن أي شبهة (فساد عاطفي).!
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني