رسالة مبارك للصادقين
الرسالة المفتوحة من السيد مبارك الفاضل المهدي إلى السيد الإمام الصادق المهدي التي بثت في الأثير الإلكتروني نصيحة غالية في توقيت ثمين.. مبارك نصح الصادق أن يترجل عن صهوة القيادة السياسية لحزب الامة ويبقي على الريادة الأبوية لجماهير الانصار.. واجتر مبارك في رسالته كثيراً من المواقف السابقة التي كانت مناسبة لتدشين مثل هذه الخطوة لكنها أفلتت.. فكانت المحصلة النهائية المأذق الخانق الذي يواجهه الحزب الآن.. بعض الخلافات الكاسحة في قيادته العليا..
وأذكر أنني كتبت في عمود المدينة في صحيفة الرأي العام قبل عودة السيد الصادق المهدي من مهجره السياسي بعد خروجه في عملية تهتدون الشهيرة.. وكان عنوان العمود (الصادق أمل الأمة) ورجوته أن يخرج من ضيق حزب الأمة ..إلى سعة ريادة الأمة السودانية.. وظللت أكرر هذه الدعوة على مدى السنوات الطوال حتى اليوم … لكن السيد الصادق كان رده الدائم أن مرجعية الحزب هي الأساس والحصن الأقوى للانطلاق السياسي..
استمساك الصادق المهدي بقيادة الحزب .. أول من يدفع فاتورته هو الصادق المهدي نفسه.. وقد كتبت ذلك أيضاً في عمود حديث المدينة عندما كان في صحيفة (السوداني) تحت عنوان (أنقذوا الصادق المهدي من نفسه) وسردت الحيثيات التي تجعل بقاء الصادق في قيادة الحزب فناءه سياسياً لأن اغلاق المسامات في رئاسة الحزب لقرابة الخمسين عاماً من القيادة الحصرية سيتسبب في نمو الأجسام المضادة وتليف كبد وأنسجة الحزب.. وهذا بالضبط مايحدث الآن..
رغم المرارات الأليمة التي تبادلها على رؤوس الأشهاد السيدان الصادق ومبارك.. إلا أن نصيحة الأخير مهمة وحتمية .. هي نصيحة تحصيل الحاصل إن لم يقبل بها الصادق سيقبل بها الواقع.. في حزب الأمة المتلمس بنيران الخلافات..
الديموقراطية ليست مجرد اجرائيات صندوق الانتخابات.. هي عملية نسيجية متصلة ومتكاملة تبدأ من داخل أسوار الاحزاب أولاً. وتتصعد حتى أسوار القصر الجمهوري.. ومن العسير بل والمستحيل تخيل ديموقراطية تقودها أحزاب بابوية لا تتطاول السلطة سلمياً داخل أجهزتها..
صحيح السيد الصادق المهدي بكامل عنفوانه الذهني والفكري بل والجسدي .. وفي تقديري الخاص هو (أشب) من شباب اليوم فكرياً وجسدياً.. ولله الحمد على ذلك .. ويسعدنا أن يستضاء العالم كله خبرته وفكره النير الذي لا يكل من تدوينه في الكتب وتقديمه في الأوراق التي يشارك بها في مؤتمرات عالمية في مختلف الأصقاع.. وتكريم العالم له مستحق عن جدارة ويفخر به كل سوداني.. لكن هذه الجذوة(أدامها الله) تشتد وضاءة ان هو ضرب المثال الوالى في التجرد من الذات الرئاسية وتداول السلطة الحزبية مع أجيال حزب الامة التي حان وقت تسنموا للقرار والسيادة.
سيدي الصادق.. استجب لدعوة ابن عمك .. فوق كل الإحن والمحن وغبائن النفس..
[/JUSTIFY]حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]