إيران تقول إن ممر نقل النفط بالخليج سيتعرض للخطر اذا هوجمت
وكانت المخاوف من تصعيد المواجهة بين الغرب وايران رابع اكبر منتج للنفط في العالم من بين العوامل التي تسببت في الارتفاع الكبير في اسعار النفط. ووصل الخام الى مستوى قياسي في الاسواق الدولية اذ اقترب من 143 دولارا للبرميل يوم الجمعة.
وتزايدت التكهنات بشن هجوم محتمل على ايران بسبب طموحاتها النووية المتنازع عليها منذ أن نشر تقرير هذا الشهر يفيد بأن اسرائيل أجرت تدريبا على شن مثل هذا الهجوم. وادى ذلك الى تزايد الحديث عن الرد من جانب طهران اذا تعرضت لهجوم.
وقال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الايراني لصحيفة جام جم في احد اشد التصريحات لهجة التي تصدر عن مسؤولين ايرانيين حتى الان “من الطبيعي أن تستخدم كل دولة تتعرض لهجوم من عدوها كل امكانياتها وفرصها لمواجهة الخصم.”
ويقول محللون ان ايران قد لا تجارى قوة النيران لدى القوات الامريكية لكن لا يزال في وسعها احداث فوضى في المنطقة باستخدام تكتيكات غير تقليدية مثل طائرات صغيرة لمهاجمة السفن أو الاعتماد على حلفاء في المنطقة لضرب المصالح الامريكية أو الاسرائيلية.
وعن الممر المائي بالخليج الذي يمر به نحو خمسي تجارة النفط العالمية اوضح جعفري “فيما يتعلق بالطريق الرئيسي لخروج موارد الطاقة فان ايران ستعمل بالتأكيد على فرض قيود على الخليج الفارسي ومضيق هرمز.”
وأرسل المسؤولون الايرانيون في السابق اشارات متضاربة عما اذا كانت ايران ستستخدم النفط كسلاح في أي مواجهة. لكن عندما وجهت مثل هذه التهديدات احدثت اضطرابا في سوق الخام خوفا من تعطل امدادات كبار منتجي النفط في الخليج بأوبك.
وتصر الجمهورية الاسلامية على أن برنامجها النووي سلمي ويهدف الى توليد الكهرباء. لكن الغرب واسرائيل يخشيان من سعي ايران لانتاج أسلحة ذرية. ويعتقد أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي لديها أسلحة نووية.
وتقول واشنطن انها تريد انهاء الخلاف النووي من خلال الوسائل الدبلوماسية لكنها لم تستبعد أي عمل عسكري اذا فشل الحل الدبلوماسي.
وقال جعفري “اذا وقعت مواجهة بيننا وبين عدو من خارج المنطقة فان نطاق ( المواجهة) سيمتد بالتأكيد للموضوع النفطي.”
وقال جعفري “بعد هذا التحرك (فرض ايران قيودا على الممر المائي في الخليج) فان سعر النفط سيرتفع بدرجة كبيرة جدا وهذا من بين العوامل التي تردع الاعداء.”
وأضاف أن أي عمل عسكري قد يكون “قادرا على تأجيل أنشطة ايران النووية ولكن من المؤكد أن هذا التأجيل سيكون لفترة قصيرة جدا.”
وحذر الدول في المنطقة من السماح بأن تستغل أراضيها في أي هجوم عسكري.
وقال جعفري “اذا وقع الهجوم من ارض دولة اخرى… فان للدولة التي تعرضت للهجوم الحق في الرد على العمل العسكري للعدو في المكان الذي بدأت منه العملية.”
وقالت كل من الكويت التي كانت قاعدة انطلاق لغزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة والعراق نفسه الذي تتمركز فيه القوات الامريكية حاليا انهما لن يسمحا باستخدام اراضيهما لضرب ايران. وللجيش الامريكي قواعد في دول خليجية أخرى وفي أفغانستان.
واضاف جعفري ان القوات الامريكية “اكثر عرضة للهجوم من (القوات) الاسرائيلية” نظرا لتواجدها في المنطقة. وكان الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي قال في السابق ان ايران ستستهدف المصالح الامريكية اذا تعرضت بلاده لهجوم.
وقال جعفري “بوسع ايران ان تلحق بمختلف الوسائل الضرر بالمصالح الامريكية حتى بعيدا جدا (عن المنطقة).”
واشار جعفري الى ان حلفاء ايران في المنطقة ومن بينهم حزب الله اللبناني يمكن ان يردوا ايضا. واشار الى روابط ايران بمن يعيشون في جنوب لبنان الذي تقطنه أغلبية شيعية دون الاشارة الى جماعة بعينها.
وتابع قائلا “الاسرائيليون يعرفون انهم اذا قاموا بعمل عسكري ضد ايران.. فان قدرات العالم الاسلامي والشيعي خاصة في المنطقة ستوجه ضربات قاتلة” مضيفا أن اسرائيل تقع في مرمى الصواريخ الايرانية.
ولمح أيضا الى أن حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) التي تحصل على تمويل ايراني والتي أرسلت مهاجمين انتحاريين الى داخل اسرائيل يمكنها الرد. ولكن لم يذكر أيضا الحركة بالاسم.
رويترز [/ALIGN]