مقالات متنوعة
الجهاد جنوباً وغرباً والانبراش شمالاً
قبل انفصال الجنوب كانت الانقاذ تحشد مجاهديها وتملأهم بالحماسة وتعدهم بأعلى الجنان والزواج بأجمل الحوريات فى حين أنها لم تشجب ولو ببنت شفة احتلال دولة مصر لحلايب وحتى بعد انفصال الجنوب وعندما استولت قوات دولة الجنوب على منطقة هجليج قامت الدنيا ولم تقعد واعلامنا أصبح ليل نهار يغنى لاستعادة مدينة هجليج .والحقيقة المرة تقول أن احتلال منطقة حلايب كان فى العام 1992 أى فى أوج الحرب المشتعلة بين الشمال والجنوب ولكن الخرطوم تلعلع جنوباً وتلزم الصمت شمالًا
فى مؤتمره الصحفى ندد الدكتور ابراهيم الأمين باحتلال مصر لحلايب وكان السفير المصرى حاضراً وقال له اننا نحب مصر ولكن حبنا للسودان أكثر وقد كان الدكتور ابراهيم الأمين شجاعاً لتذكير المصريين أنه اذا سكتت حكومتنا عن حقوقنا فلا يعنى أن شعب السودان راض عن أفعال مصر وسيأتى من يأخذ له حقوقه فلا يغرنكم أيها المصريون سكوت حكومتنا الجبانة وكذلك يجب أن يتذكر المصريون عندما أرسل جمال عبد الناصر قواته الى حلايب فى العام 1958 ذهب السيد محمد أحمد المحجوب الى القاهرة لثنى مصر عن احتلالها لحلايب ولكن فشلت المفاوضات ورجع السيد المحجوب وعندها قام السيد عبد الله بك خليل بتهديد مصر أنه سيخوض حربا معها اذا لم تسحب قواتها فما كان من عبد الناصر الا أن انصاع وسحب قواته .
عندما بدأت اثيوبيا الاعداد لتنفيذ سد النهضة كانت مصر ترغى وتزبد وتهدد بالويل والثبور وشن حرب على اثيوبيا ان هى أقدمت على هذه الخطوة وفى أول رد فعل للرئيس الاثيوبى قال أن اثيوبيا قادرة على الانتصار على مصر اذا دخلت معها فى حرب وهذا الرد نزل كالصاعقة على القادة المصريين فسكتوا عن موضوع شن الحرب وبلعوا تهديداتهم ولم يكن الا شجب هنا وهناك واستعطفوا بعض الدول لتدخل واسطة خير لمنع قيام هذا السد ولكن يبدو أن قادتنا أجبن من المصريين كما فى قول الشاعر
أسد على وفى الحروب نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر
سكوت الحكومة السودانية على التجاوزات المصرية وفى نفس الوقت قيام الانقاذ بحروبها جنوبا وغربا يعضد الاتهامات التى تقول بعنصرية الانقاذيين .
حماد صالح