احمد دندش

يابلة…(البكاء ماكفاية).!


[JUSTIFY]
يابلة…(البكاء ماكفاية).!

انخراط لاعب المريخ بلة جابر في نوبة بكاء حار بعد نهاية مباراة الفريق التعادلية مع الامل بعطبرة، وقامت عدد من الصحف بنشر صور لـ(بلة) وهو (يتكل) باكياً على بعض الاداريين و….تلك هي الكارثة الحقيقية التى يعاني منها المريخ، وهي ظاهرة (الاتكالية البغيضة) في كل شيء…في الملعب…وفي المهام…وفي الادوار…و…..(حتى في ابداء الحزن).!
وقارئ لهذه الزاوية يسألني (اسفيرياً) حول ضعف إهتمامي بالرياضة وبعدم تناولي لها في مقالاتي الراتبة، فأقول له وببساطة: (لأنني غير مريض بالضغط ولا السكري).!..وهي حقيقة لا تحتاج لجدال، فالتشجيع الاعمى والانحياز السافر لاندية القمة، ينتهى غالباً داخل (عيادات الاطباء)…و…(لي في محمد بابكر المصمم بهذه الصحيفة اسوة حسنة).!
نعود لـ(بلة)…والذي صارت دموعه مؤخراً تنهمر عند (التعادل) بعد أن كانت تظهر فقط في حالات (الهزيمة)، وهو تطور ملحوظ في مستوى اداء بلة جابر (الحزايني)، وهو كذلك امر غريب في أن يتطور مستوى اللاعب السوداني (حزاينياً) بينما يتعثر (كروياً).!
وآخر يسألني عن سبب تراجع اداء فريق المريخ فأقول له وببساطة اكبر: (الدلع).!…فيضحك سائلي قبل أن يكرر اجابتي في دهشة، فأواصل انا بسرعة: (الدلع الذى وجده لاعبو المريخ في حياتهم يصعب فطامهم منه، والتطبيب المتواصل الذي ظل يمارس عليهم عند الاخفاق عادة سيئة جعلتهم لا يبالون كثيراً بالاجتهاد والبحث عن انتصار للفريق، بحيث صار معظمهم يردد: (كان غلبنا خير وبركة…وكان اتغلبنا ما في زول بسألنا).!
وقبيل سنوات يردد عدد من مؤرخي نادي المريخ قصة شهيرة لزعيم المريخ الراحل حسن ابو العائلة عندما قام بمنع لاعبي المريخ من تناول (المياه والعصائر) بين شوطي احد المباريات وذلك بعد نهاية الشوط بالتعادل، حيث كان لابو العائلة رأي واضح وهو أن اللاعبين لم يقدموا ما يشفع لهم حتى بـ(شراب موية)، ليدخل اللاعبون للشوط الثاني وهم في شكل مغاير، ليتمكنوا من انزال هزيمة قاسية بالفريق الآخر، مستفيدين بشدة من ذلك الدرس الذى منحهم اياه الزعيم ابو العائلة.
جدعة:
المريخ يحتاج في المرحلة القادمة للاعب يمتلك (الروح) و(الحماس) و(حرارة القلب) ولا يحتاج لـ(البكاء) و(سكب الدموع)، ويحتاج قبل ذلك لاعبوه للاحساس بالمسؤولية ولرفع وتيرة جهودهم ولمحاولة الاحساس الحقيقي بتلك الجماهير التي تتكدس داخل الملاعب منذ الظهيرة من اجل الفريق، اما ادارة النادي فلا اظن انها تحتاج مني لأي تعليق حول مسألة (الدلع) اعلاه (واظنها تعلم جيداً هذا الامر)، وعليها البحث عن حلول سريعة لاستسهال و(دلع) لاعبيها قبيل حلول مباراة القمة القادمة والتى إن دخلها لاعبو المريخ بهذه الصورة (الهزيلة) التى هم عليها، فسينتقل الامر من مربع (البكاء) إلى مربع (السكلي).!
شربكة أخيرة:
عزيزي بلة…البكا ما كفاية…(ولنا عودة).!
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني