الموت القادم
[JUSTIFY]
احتشاد القاعة بالحضور كان مؤشراً لما تحويه القضية المطروحة من أهمية وضحت حتى في وجوه المتحدثين الخبراء الذين أفاضوا في المعلومات الهامة والمخيفة حول عالم المخدرات الخفي استجابة لمبادرة أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم التي أقامت منتداها الإعلامي الأول تحت عنوان (الشباب والمخدرات القضية والحل) بالتعاون مع صحيفة الدار الاجتماعية ابتدر الحديث البروفيسور عبد الله عبد الرحمن مدير مستشفى التجاني الماحي الذي أوضح للحضور الشبابي أن الدخول لعالم المخدرات يأتي عن طريق استهداف بعض الفئات في المجتمع معظمهم من الشباب، مشيراً إلى أن «10%» من نزلاء المستشفيات النفسية هم ضحايا التعاطي مع وجود أنواع جديدة لم تكن معروفة قبل الآن، حتى تجار المخدرات لا يستهدفون في تجارة الموت هذه إلا أبناء السياسيين ورجال الأعمال خاصة وأبناء الأسر المعروفة إمعاناً منهم في تدمير المجتمع، العقيد طبيب عمر محمد حسين مدير مستشفى عبد العال الإدريسي المتخصص في مكافحة الإدمان سار في ذات الطريق في حديثه عن خطر المخدرات والإدمان بأن ما يحدث هو استهداف صريح للشباب والدين واصفاً المخدرات بأنها سلاح فتاك تنتهي بمدمنها للموت المؤكد، الغريب في الأمر أنه حتى السيجارة العادية تعتبر طريقاً للإدمان المؤدي بدوره لإدمان أنواع المخدرات المختلفة، وحتى لا ينتهي الأمر بالمدمن للموت يجب معالجته وتأهيله عبر المستشفيات المتخصصة بدلاً من حبسه الذي سيؤدي إلى تفاقم الحالة وصعوبة معالجتها، الناطق الرسمي باسم الشرطة اللواء السر أحمد عمر كان حضوراً وتحدث محذراً من مغبة انتشار المخدرات وطالب المجتمع بالعمل على مساعدة الشرطة في التعرف على تجار المخدرات بتوفير المعلومة لأن المخدرات الآن تنتشر على نطاق واسع على الرغم من مجهودات الشرطة لمكافحتها، وطالب اللواء السر الإعلام بتضافر الجهود معتبراً إياه شريكاً أصيلاً في مكافحة المخدرات وذلك بتحري الدقة في أخذ المعلومات ونشرها دون التأكد من صحتها منعاً للضرر الذي قد يصيب بعض الذين لا ذنب لهم، العميد محمد طاهر مدير العمليات بالمكافحة نبه لضرورة تضافر الجهود لأن هذا الأمر ليس مهمة الشرطة لوحدها فالسودان يتأثر بقضية المخدرات التي يتم تداولها تجارياً وزراعياً في المناطق الطرفية، ما يثير الدهشة أن بعض الوصفات الطبية والروشتات تجد طريقها للصرف أكثر من مرة دون مساءلة بحيث تصبح طريقاً للإدمان، صديق علي المبارك أمين أمانة الشباب بولاية الخرطوم أبدى حرصه وتبني الأمانة لإنشاء مركز متكامل لعلاج وتأهيل المدمنين بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، والمنتدى يزحف نحو نهاياته دخل علينا اللواء المكي محمد المكي ليروي لنا تفاصيل إحباط أكبر عملية مخدرات تحتوي على حبوب مادة (الكبتاجون) التخليقية المخدرة والتي تؤدي لتدمير خلايا الجسم، معبأة في جوالات ذرة علف في حاويات كانت في طريقها لدولة أخرى أحجم اللواء عن ذكرها تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، ورغم تأكيد اللواء بأن هذه الشحنة ليس المقصود بها السودان لكن ما خرجنا به أن السودان أصبح معبراً لكل أنواع الفساد بدءاً من الإتجار بالبشر وانتهاءً بتهريب المخدرات فهل هي الحدود المفتوحة أم طغيان العمل السياسي أم اللا مبالاة التي عمت البلاد، المنتدى دق ناقوس الخطر وعلى الدولة أن تحتاط لما يراد بشبابها وثروتها البشرية التي لا تعوض وعليها حمايتها من خطر الموت القادم على ذروة سنام المخدرات.
[/JUSTIFY]
حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]