أمينة الفضل

مبروك سارة نقد الله

مبروك سارة نقد الله
[JUSTIFY] عرفتها عن بُعد في بعض الندوات التي تتحدث عن الواقع السياسي في البلاد، لكني لم التقها وجهاً لوجه للحديث أو للتحاور، حديثها المنساب بمعرفة وعفوية في إحدى القنوات كان جاذباً، فجلست بعد أن هممت بالذهاب لمشوار يخصني، ورحت أتأمل في هذه المرأة القوية التي خرجت من بيت أنصاري وتربت على التقاليد الأنصارية وولاؤها أنصاري قح، كانت تتحدث عن طفولتها بحب، فلم تُخف شيئاً، وساعدت على ذلك ملامح وجهها المريح أمام شاشة التلفزة، إذ لم تكن متضايقة من الأسئلة ولم تُبد استعلاءً، وإنما كانت إجاباتها منسابة كما الماء الصافي.. أعجبتني هذه المرأة وذكرتني بشجاعتها وقوة شخصيتها أستاذتي الصحافية آمال عباس، رحت اتفرَّس في هذا الوجه السوداني الملامح واسمع حديثها بتمعن، وقلت في نفسي لماذا وقفت هذه المرأة على عتبات المكتب السياسي رغم أن المكاتب والقطاعات السياسية دوماً هي حكرٌ للرجل، لكن لماذا لا تتقدم خطوة وهي بهذا القبول الذي لا يتوفر لآخرين؟ لكني حينما رأيتها بقاعة الصداقة قريبة من رئيس الجمهورية وخلف الإمام الصادق مباشرة، عرفت انها من ذوي النفوذ والدائرة الضيقة حول المهدي، عاشت حياة بسيطة هي طابع حياة الريف، وتفوقت في دراستها، وكنت أظن أنها درست العلوم السياسية لحنكتها في هذا الجانب، الا أنني فوجئت بها دارسة لعلوم الرياضيات التي تفوقت فيها على أقرانها، وما لفت نظري في سارة نقد الله حبها للون الأبيض وارتداؤها ثوباً بذات اللون في كل الفعاليات، وحتى في تلك الحلقة التلفزيونية ذات الطابع الاجتماعي كانت متزينة بثويها ناصع البياض، وبانتخاب سارة لمنصب الأمين العام لحزب الأمة تكون المرأة السودانية قد خطت خطوات واسعة في طريق النجاح غير المسبوق، فلم تتول امرأة منصب أمين عام لحزب عقائدي جُل مناصريه من ذوي الولاء الخاص لآل المهدي وبعضهم من الولايات، حيث لهم رأي واضح في قيادة المرأة للعمل العام، وهذا النجاح ليس لسارة فحسب انما لكل امرأة سودانية تعمل بجد مستحقة المكانة الرفيعة التي تتبوأها في مسيرة السودان الصاعدة نحو الأمام دوماً، وعدا هالة حق ليست هنالك امرأة تبوأت رأس هرم حزب، والفرق ان حزب الأمة حزب قوي وفاعل وقديم يستمد قوته من ريادته، وكنت ضد دعوة سامية حسن سيد أحمد بتكوين حزب نسائي يكتسح الرجال ويعتلي صناديق الاقتراع، لكنني الآن ادعوها لتكوين حزبها، فقط عليها ألا تجعله حصرياً على النساء حتى لا تنتفي المنافسة، وسارة نقد الله عرفتك من خلال الندوات وشاشات التلفزة وصفحات الصحف، لكني أسجل صوت إعجاب بامرأة صبرت ونالت عن استحقاق وليس هديةً.. مبروك فنجاحك نجاح لكل نساء السودان.
٭ بالأمس كنا في احتفالية رائعة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة بقاعة الريفيرا، قمم نسائية من كل التوجهات والاتجاهات كانت حضوراً فأنارت القاعة بفكرها وعقلها، فالمرأة ليست ديكوراً وشكلاً.. المرأة هي أساس المجتمع.. شكراً أخواتي الصحافيات المبدعات رغم الظروف الاستثنائية التي تعملن فيها.. شكراً بت السيدح.
[/JUSTIFY]

حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]

شاهد أيضاً
إغلاق