عثمان ميرغني

أأيقاظ أمية أم نيام

[JUSTIFY]
أأيقاظ أمية أم نيام

لا يزال الأثير السياسي ساكناً منذ آخر ندوة للحزب الشيوعي قبل أكثر من أسبوعين.. ولا تزال خلاصة العمل المعارض بعد فك حريات الليالي السياسية.. لا تتعدى ندوة واحدة لحزب حركة الإصلاح الآن.. وواحدة لحزب المؤتمر السوداني وواحدة للحزب الشيوعي.. وندوتان لحزب منبر السلام العادل..

وكتبت هنا أكثر من مرة أجاهد أن أوقظ المعارضة من نومها.. فضعف الجهد المعارض يؤدي- تلقائياً لتكريس دكتاتورية الحزب الواحد.. حزب المؤتمر الوطني الحاكم المتحكم.. لكن يبدو أن علة محورية هيكلية تشل المعارضة.

وفي سعيي الأكيد لحقن المعارضة بمنشاطات سياسية أقترحت تكوين (قوى سبتمبر) لتشكل تحالفاً جماهيرياً الغرض منه استنباط (البند رقم واحد) الذي يشعل الحراك الجماهيري في الإتجاه الذي يرسخ قوة الشارع في وجه قهر الحزب الواحد.. لكن بعد أكثر من أسبوعين من المقترح.. يبدو أن خمول الإحباط لا يزال أقوى من همة الإنطلاق..

ربما يظن حزب المؤتمر الوطني أن المحصلة النهائية الكائنة حالياً في المشهد السياسي تصب في ميزان حسناته.. وفق المعادلة التي تفترض أن قوة الحزب الحاكم من ضعف المعارضة.. وكلما ضعفت المعارضة تفتلت عضلات الحزب الحاكم.. لكن هذا المنظور كفيف البصر والبصيرة.. فالحزب الحاكم أي حزب حاكم- قوته من قوة منافسيه في المعارضة. فالمعارضة القوية لا تصنع وطناً قوياً فحسب.. بل تصنع حكومة وحزباً حاكماً قوياً..

السودان وطن مأزوم جداً- يكابد حالة مخاض عسيرة هذه الأيام.. وفي مثل هذه الأحوال الحراك السياسي النشط ترياق ضد اليأس.. أسوأ ما يمكن أن يجتاح شعب.. هو الإحساس بأن الطرق مسدودة.. وأن الأمل مفقود في مستقبل جديد..

لابد من بث الروح في الملعب السياسي.. وجذب الإنتباه الجماهيري لمتابعة الحراك السياسي.. ليس مجرد متابعة المراقب المحايد أو المتفرج الذي يشجع (اللعبة الحلوة)..بل التفاعل الإيجابي المفضي لمشاركة شعبية واسعة في صنع القرار والمستقبل السياسي..

أخشى أن تصاب أحزاب المعارضة بمتلازمة الإحساس بالفشل السياسي.. فتنكفئ على نفسها.. وهو مرض عضال تصاب به الأحزاب السياسية فيدؤي تلقائياً إلى تنشيط الإستقطاب القبلي والجهوي بل والعسكري لدى الفصائل حاملة السلاح..

إذا نشطت أحزاب المعارضة والهبت الملعب السياسي .. فإن ذلك يطفئ نيران التمرد العسكري.. و يلهم الفصائل المسلحة بأن الميدان السياسي أسهل وأضمن وأسرع.. فيحفز نوازع الحوار والبحث عن السلام والإستقرار السياسي..

أتمنى أن نرى أحزاب المعارضة تنشط مرة أخرى.. وتتحرك بلياليها السياسية وتتعلم كيف تجذب الشارع لصنع (البند رقم واحد) في أجندة العمل الوطني..
[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]