احمد دندش

انا و(بنجامين فرانكلين).!


[JUSTIFY]
انا و(بنجامين فرانكلين).!

ملحوظة:
(الاحداث الواردة في هذا المقال خيالية ولا علاقة لها بالواقع اطلاقاً)
ارتفعت رنة هاتفي الجوال في تمام السادسة صباحاً، فتحت عينيَّ ببطء، قبل أن اقوم بمد اصابعي (المعسمة) الى الطاولة الصغيرة التي تجاور فراشي واسحب هاتفي العتيق واقوم بضغط زر الرد بطريقة آلية ليأتيني من على الجانب الآخر صوت صديقي (عصام ماسورة)-وطبعاً انتم لستم بحاجة لمعرفة سر ذلك اللقب فالجواب باين من عنوانو- المهم، اخبرني صديقي عصام بأنه يود أن يقوم باستبدال بعض العملة الاجنبية بأخرى محلية، فسألته بسرعة عن سبب اختياره لي، خصوصاً انني لا علاقة لي اطلاقاً بالعملات الاجنبية ولم اعرف في حياتي شكلاً لليورو ولا للدولار-(اللهم الا يجيبوهو في الاخبار صدفة)-.
اجابني عصام بسرعة اكبر وقال لي بأنه اختارني لانه يعرف انني امر بظروف اقتصادية اقل ما توصف بأنها (سجمانة)، لذلك فقد قرر أن يقف الى جواري وان (ينفحني) ببعض النقود نظير مساهمتي في مساعدته في تحويل تلك العملات، فسألته مرة اخرى عن كيفية مساعدتي له وانا لا خبرة لي و(لا خيط) بمثل تلك المواضيع، فاجابني بسرعة: (عاين ياخ ما تقفلا معاي من الصباح…كل العليك انك تمشي السوق العربي..حتلاقي ليك عشرين نفر واقفين بالجنبة وبيقولوا بي صوت واطي صرف.. صرف.. صرف…اها…طوااالي تطلع الدولارات العندك دي وتديها ليهم وتشيل المحلي وتبقى مارق).!
انتهت مكالمتي مع عصام بعد أن اتفقنا على أن يقوم بإرسال الدولارات لي مع ابن شقيقه الاصغر (حمودي)، وبالفعل ما هي الا دقائق حتى وصل (حمودي) حاملاً معه مظروفاً صغيراً، قمت بفتحه ونظرت الى تلك المائة دولار التي استقرت بقلب المظروف بـ(دلع) غريب، قبل أن اضعها على الطاولة الوحيدة التي تجاور فراشي واقوم لغسل وجهي ببعض المياه الباردة-(هذا إن لم تكن المياه مقطوعة من اساسو)-.
غسلت وجهي من (الزير) القابع في (الحوش) بعد أن اكتشفت أن المياه مقطوعة-(يعني زي ما اتوقعتا)- وعدت لارتداء ملابسي و…..فجأة انطلقت مني شهقة عنيفة، فهناك وعلى الطاولة كانت ورقة المائة دولار موجودة، لكن الكارثة الاكبر من ذلك أن (السيد بنجامين فرانكلين) القابع داخل الورقة النقدية لم يكن موجوداً هناك، وهذا ما دفعني لأقوم وبطريقة هستيرية للبحث عنه في كل مكان، تحت السرير…داخل الدولاب…قرب الطاولة…حتى (تحت الزير) ولكني لم اوفق في ايجاده، وقبل أن اتخذ اي خطوة او ردة فعل، فوجئت بصوت غليظ من خلفي يقول لي بحدة: (بتفتش في شنو)..؟…التفت بسرعة وارتفع حاجباي برعب، فخلفي مباشرة وقف (السيد بنجامين) (بشحمو ولحمو)..!
سألته بسرعة: (انت الطلعك من الورقة شنو يا اخينا.؟)، فابتسم ونظر إلى بسخرية قبل أن يقول بلهجة ساخرة: (الغريب انو الدولار الوااااحد عندكم وصلت لحدي تسعة جنيه وما استغربتو…هسي انت مستغرب عشان أنا طلعت من الورقة دي).؟… فركت رأسي بحيرة قبل أن اسأله مرة اخرى بلهجة اقرب للبكاء: (لا..ونهاية الموضوع دا شنو؟…ما حترجع تاني يعني ولا الفهم شنو)..؟…اطلق هنا (السيد بنجامين) ضحكة ساخرة قبل أن يفتح الباب ويقول لي وهو يغادر المنزل: (برجع…بس لما يرجع جنيهكم الاول)..!
جدعة:
طبعاً وكالعادة لم يصدقني عصام ماسورة عندما اخبرته بما حدث، واتهمني بأنني ولا مؤاخذة (بركب الفيل)-يعني بالدراجي كدا مسطول- واتهمني كذلك بأنني استوليت على المائة دولار الحقيقية واستبدلتها بأخرى مزورة، واقسم أن يقوم بفتح بلاغ ضدي إن لم اعدْ اليه تلك المائة دولار خلال يومين.!
شربكة اخيرة:
يا جماعة…مساهمة منكم معاي في (المخارجة من الورطة دي)…عليكم الله البشوف (بنجامين) دا ماشي في شارع النيل ولا في واحدة من حدائق حبيبي مفلس…يعمل لي (مسكول) بس.!
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني