مقالات متنوعة

لبن كتير لكن درب مافي

هذا البلد اصيب بمصيبة التصريحات الفارغة والعشوائية من قبل كثير من الوزراء والمسؤولين ، فمنهم من يصرح في مجال غير مجاله ، وحقل غير حقل عمله .. وساحة غير ساحته .. لا ادري لإحراج صاحب الدار او شوفوني انا عارف أي حاجة عن السودان
تتضارب التصريحات وكأن الوزير او المدير لا يستعين باستشاريين مع انهم كثيرون ويتقاضون رواتب متللة، احيانا يصرح وزير الشؤون العسكرية في النواحي المالية و احيانا الوالي عن امور تخص الجيش ، ووزير الكهرباء يصرح عن الدفاعات الجوية .. ووزير الزراعة عن التجارة الخارجية ووزير الثروة الحيوانية عن العلوم والتكنولوجيا
نعم ان لم يكن ما قلت كما حدث فانه هو واقعنا اليوم .. كل يوم تصريح يخالف او ينفي او يكذب ما قبله ، واغلب التصريحات الصادرة من اصحابها لا يدعمونها باي تصريحات او ما يؤيد كلامهم من الجانب الاخر خاصة في مجال السياسة الخارجية او الاقتصادية ..
نجد وزير الخارجية يتحدث ويصرح عن متانة العلاقات مع الدولة العلانية ويأتي وزير الاستثمار ويقول ان العوامل الخارجية مؤثرة في الاستثمار .. او يأتي وزير الدفاع ويقول ان الدول التي تعادينا هي التي تدعم المتمردين في حين يكون كلام وزير الخارجية ليلة امس هو مدح تلك العلاقات ..
يأتي وزير ويصرح ان الدولة ذات الاسم أعلنت انها تقف مع السودان في كل المحافل وانه تم تنسيق المواقف الدولية حيال كل المسائل ، ونصدم اليوم التالي انه لا تنسيق ولا توافق بيننا وبين الدول التي ادعيّ اننا على تنسيق كامل معهم ..
حين يصدر تصريح من احد الوزراء او المسؤولين الكبار عن امر يخص علاقة بعض الدول نسارع لسماع الاخبار من تلك الدول علنا نسمع ما يؤيد او يؤكد ذلك ,, الا أننا نصدم بانه لا يرد ولو مجرد خبر عابر حتى ،عن زيارة ذلك الوزير او المسؤول ..
من بين هؤلاء من اصيب بمرض التصريح والجري وراء الميكرفون وتلقفه له باي كلام ويبدا في الحديث حسب هواه .ومن بينهم من هو يصرح عن وزارته وهو لا يعرف ماذا يجري وراء الكواليس داخلها ..
تصريحات الوزراء بالذات في الشأن الاقتصادي لا تكون ذات مغذىً كبير وانما على العكس فاحيانا كثيرة تضر بمصلحة البلاد وتجر عليه الويلات والوبال الخارجي ..
ولنسوق الامثلة ففي سنوات البترول وما قبل الانفصال الجنوبي تم تصديعنا بان السودان اصبح واصبح وكل يوم زغاريد وعويل في حين ان انتاجنا لا يسد فواتير علاج المرضى.. ماذا حدث جراء ذلك .. ؟؟ حدث ان سريعا بعض الدول الاسيوية رفعت حتى رسوم السفر اليها من السودان لأننا اصبحنا دولة نفطية وابسط مثال ان الهند رفعت رسوم الدراسة جراء تلك التصريحات الهوجاء ..
ما دفعني لهذا الكلام تصريح لوزير البترول العائد من ماليزيا ان السودان به مخزون يعادل اكثر من اربعة مليار برميل ,, وانه تحدث مع شركة بتروناس لزيادة وتوسعة نشاطها في التنقيب . ولكن الوزير نسي او انه لم يحصل على ما يريد لم يذكر لنا ماذا قالت بتروناس ؟؟ هل هي مستعدة للمواصلة ام انها تعاني من ضغط ارجل الفيل الامريكي ؟؟
ماذا نستفيد من تصريح مثل هذا ؟؟ هل للفت النظر او احراج الشركات المتعاونة خلسة من الدول التي تحاصرنا اقتصاديا .. ؟؟ لنقل ان الشركة وافقت على العودة والعمل فهل يضمن الوزير ان لا تتعرض الشركة لضغوط كما حدث مع شيفرون ؟؟هل فائدة بترواس من البترول السوداني ستعجز أي دولة منتجة للبترول او معادية للسودان من ان تدفع لها اكثر من المردود وتقول لهم ابقوا بعيدا عن السودان ؟؟
لم لا يصرح الوزير في مؤتمر صحفي مع مدراء الشركة ليبرز للعالم انه لا خوف منهم مع من نتعامل وان الطرف الاخر ايضا لايخاف اي مردود ؟؟ السؤال لماذا دائما تصريحات وزرائنا لوحدهم دون ان يجمعهم منبر مع الاخرين ..
اما قصة الاربعة مليار برميل فنحن نقول لا يا سايدة الوزير انت الصادق عندنا 10 مليار برميل اذا كانت المسألة مسالة قول؟؟ ماذا استفدنا ؟؟
المثل بيقول لبن كتير لكن درب مافي ..
domain 88b3f9ca35