مقالات متنوعة

حسين خوجلي يفتح المتاهات


بالأمس تحدث الاستاذ ذائع الصيت حسين خوجلي وافتى في مسالة اخذت نصيبا ليس بالبسيط وسط الاعلام والقانون ,و وتناقلت الصحف والوسائط الحديثة من مواقع ومنتديات حيثيات القضية وهي قضية ارتداد الطبيبة المعروفة ، التي تطرق لها الاستاذ، وبنفس الوتيرة والتسارع تم نقل ما قاله الاستاذ حسين خوجلي ,, ولعمري لا اعرف ما المقصود من الخوض في مثل هذه القضايا وشغل الاعلام والناس بها وادخالهم في متاهات ومناحرات علمية كل يأتي ويدلو بدلوه ظانا انه سيظفر بيوسف ..ويكسب السبق
الشرع علم واسع وعميق وهو اساس الحياة ويجب ان يكون دستورها ، وكما لعلم المحاسبة والمراجعة اهلها، فللشرع اهله واساتذته وعلمائه ، انا وانت لا يمكن ان نقول للمراجع او المحاسب انك تعمل بطريقة خطأ وكذلك لا يمكن ان نقول للقانوني انك ترتكز على مادة خطأ في تفسيرك للقانون .. والا لأصبحنا كلنا محاسبون وقانونين ، وكذلك اصبحنا أساتذة شرع وعلم فقه ونفتي كما يحلو لنا ..
تحدث الاستاذ حسين وكان حديثه بسخرية لاذعة للحكم الذي اصدرته المحكمة بردة الطبيبة وهو بهذه السخرية والاستهزاء ارتكب جرم اشنع من جرم اعدام هذه الطبيبة وذلك لأنه: اولا استهزأ بالقضاء السوداني ، واستهزأ بالشرع وعلومه ، واستهزأ بما ارتكز عليه القاضي في حيثيات القضية لمحاكمة الطبيبة وبالتالي جعل هيبة القضاء والمفتين محل سخرية واستهزاء من الاعلام .. حيث ان مثل هذه الاحكام والتي تمس العقيد ، لا تصدر والا قد يكون تم الرجوع الى اهل العلوم والافتاء ولا يتم الحكم بجرة قلم كما فعل القاضي المصري الذي احال اوراق529 متهما لفضيلة المفتي في خلال 45 دقيقة ..
ولو ان استاذ حسين خوجلي كان في بلد اخر واستهزأ بهكذا حكم لفتح فيه بلاغ امام النائب العام ،ولقدم لمحاكمة علنية ..
ظل حسين خوجلي وعلى قناته يتحفنا بقصص واقاويل وحال السودان زمان وكان جدي وابوي وكان الشيخ سمرقند وكانت الحاجة كلتوم وكان السلطان شاهبور من سكان أمدرمان.. وقد نجح في هذا السرد وجذب اليه مشاهدين لا يستهان بهم ..
الا انه في هذا الامر ،في اعتقادي البسيط قد تعدى الخطوط الحمر وتوغل في ساحة ليس من اهلها وسيستعدي عليه كثيرون من القراء والمشاهدين ..والعامة واهل العلم والافتاء … فما الداعي للخوض في مثل هذا الكلام ..
والسؤال للأستاذ حسين خوجلي ايهما افضل ان تقرر انت وبكل سخرية ان هذا الحكم مشوب او معيوب و تتساءل بأسئلتك التي تقود الناس الى اشياء لا يحمد عقباها ام ان الافضل ان تأتي باثنين او اكثر احدهما شيخ في الفتوى ومرجع للأحكام الشرعية والحدود واخر قانوني يعرف القانون الوضعي ويكون التساؤل الذي طرحته موجه لهم ..وهم يفيدونك ويفيدون المشاهد وتصل لحقيقة علمية وحجة على من خطأت ..
الان على المواقع والصفحات الإلكترونية ادخلت الناس في متاهات وجدلية الاسلام والحدود وبدأ يفتي ويتحدث اناس لا علاقة لهم بالأمر ومنهم من يقرأ الآيات خطأً ومنهم من يبتر في الاتيان بالدليل ومنهم من لا يعرف ما هو الناسخ والمنسوخ ، ولا يعرف الحديث الضعيف من الصحيح .. ومن لا يعرف اللغة لا يعرف تفسير القرآن والشرع ومن لا يعرف اسم الواصل والموصول ولا يفرق بين الفاعل و المفعول وبدأوا يأتون بأدلة غير علمية اما تأييدا لكلامك واما انتقاصا في علمك ..
وليس عيبا ان يعرف الشخص من اهل العلم والمصدر الصحيح ويوصل المشاهد او المستمع لقناعة معيّنة بالعلم والدليل وليس خبط عشواء كما حدث .
الاستاذ حسين خوجلي ان خلق قضايا جدلية لاتهم المواطن في لقمة عيشه اعتقد انها تزيد من تفاقم اشياء اخرى وتزيد من كثرة اللقط والجدل اكثر مما يعيش فيه المواطن الذي ابتلي ان يكون شعبا جدليا ومنظرا تيا لا يدع لأصحاب العلم مساحة ليقولوا ولا يدع لأصحاب الدراية ان يبيّنوا وانما كلهم خبراء وعلماء ومهندسين وهذا ما ضر السودان الى يومنا هذا ..
تجد المجلس عامر ويتجادلون في الكورة يخطئون الحكم وفي السياسة يخطئون زيد وفي الهندسة يخطئون المهندس بل احيانا يشير عليك احدهم ان لا تشتري هذه او تلك السيارة لان بها من العيوب كذا وكذا وهو لا يعرف ان يقود سيارة .. والمصيبة هناك من هم على علم فيتبعون قولهم كأولئك الجامعيون والمثقفون الذين يزحفون امام شيوخ الصوفية
وايضا هناك المنطق فلا يعقل ان اخي تؤلمه بطنه اخذه الى النجار او الميكانيكي او ان باب البيت مخلوع اذهب واتي بطبيب بيّطري . فلكل اختصاصه وعمله .. فحسين خوجلي اعلامي وليس قانونيا ولا مفتيا ولا حتى طالب علم شرعي ليسخر او يستهزأ من حكم ، هو من صميم العقيدة ولا يسوغ المبررات لاستنكاره له
وايضا لا يمكن ان يكون هناك بِطان سوط واتي بحسين خوجلي واقول له انزل ودعنا ننظر فراستك .طبعا مستحيل يحدث هذا…. فهناك من هم اهل للسوط واجسامهم متلائمة معه ..من هنا اوجه كلامي للعامة دعونا من الخوض فيما لا يعنينا وجوّدوا ما يعنيكم ليتقدم السودان ولندع اصحاب الرأي يقولوا رأيهم فيما لا نعرفه
انا لا اعرف ولا اود الخوض في صحة او خطأ الحكم الصادر فهناك من يعرف ويفسره ويؤيده او ينكره .. فنحن مجرد مراقبون للذين يتدخلون في شؤون الاخرين دون علم ..
والله من وراء القصد
المثنى