احمد دندش

النور الجيلاني.. لا أسكت الله لك (فناً)!

[JUSTIFY]
النور الجيلاني.. لا أسكت الله لك (فناً)!

دهشته تكمن في بساطة فنه، وعبقريته تظهر جلياً في توزيع ووضع ألحان أغنياته، أما الروعة فتدور حول مدارات صوته وترتوي من فرط إمتاعه وجنونه وكبريائه. يصعد للمسرح فتصعد الاستثنائية، وتغيب النمطية والرتابة في ظروف (ليست بغامضة)، تصطف خلفه فرقة موسيقية أقل ما توصف به أنها ذهبية ومميزة وعبقرية كذلك. الأخطاء عندها في الميلودي والتركيب اللحني ممنوعة، بينما الإبداع مسموح به ومصرح تماماً وإن كان خارج حسابات (النوتة)، ولعل ذلك ليس بغريب على فرقة موسيقية يقف أمامها (النور الجيلاني).
كنت حريصاً أمس الأول على حضور الاحتفالية التي نظمتها شركة الناي لصاحبها أبو هريرة حسين تكريماً لذلك الفنان العبقري، ولم أندهش على الإطلاق للجماهير الغفيرة التي ملأت المقاعد منذ وقت مبكر، ففي حضرة النور تختلف الثوابت، وتصبح المتعة (فرض عين) لا يسقط عن البقية إن بادر به البعض، وبغض النظر عن الميقات والمواعيد التي ضربتها شركة الناي لتكريم النور الجيلاني، إلا أنها تستحق التحية على تلك اللفتة البارعة وعلى تلك المبادرة التي ظللنا نطلقها بين الفينة والأخرى دون أن تجد أيَّ استجابة.
لفت انتباهي بشدة خلال تلك الأمسية الراحة الكبيرة التي بدت على وجه النور الجيلاني وهو يتجول في براحات المسرح (مبشراً)، بينما قاسمت اهتمامات انتباهي تلك الصورة الزاهية التي رسمها أفراد وأعضاء مجموعة النور الجيلاني، أولئك الشباب المسكونون بحب النور، والمفتونون بـ(كدراويته) وبـ(فيفيانه) وبـ(خواطره) المبعثرة ما بين الأطفال والعشاق، فاستحقوا التحية على تلك الصورة الزاهية وعلى ذلك الحضور المميز والتنظيم الراقي للحدث.
جدعة:
أكثر ما أعجبني خلال تلك الأمسية كان انضباط فرقة النور الجيلاني الموسيقية، وتركيزها العالي، ونشاطها وحماسها الكبير، ولعل تلك الفرقة بذلك الألق كانت تود أن تبعث برسالة في غاية الأهمية فحواها أن فن النور الجيلاني سيكون حاضراً وإن غاب (صوته)، وستظل على العهد بها وإن طالت غيبته عن المسارح، فتلك الفرقة ضربت موعداً مع الوفاء قلّ أن تخلفه لأي سبب كان ولأي مبررات أخرى، أما مشاركة الفنانين (أولاد النور) فقد كانت مميزة للغاية، بينما جاءت مشاركة كل من جمال فرفور وصلاح ولي بطعم خاص، فلهما التحية والشكر.
شربكة أخيرة:
عزيزي النور الجيلاني.. لا أسكت الله لك (فناً).
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني