تحقيقات وتقارير

«السودان والصين» .. تسريع خطى الشراكة الزراعية

يأتي التعاون الزراعي السوداني الصيني على قمة اولويات المرحلة المقبلة بعد مرور اكثر من خمسين عاماً من عمر العلاقات السودانية الصينية لتدخل العلاقات بين البلدين مرحلة الشراكة الاقتصادية في مجال الزراعة بعد ان تعمقت علاقات الشراكة في مجال النفط، حيث يولي السودان الزراعة اهتماماً كبيراً في استراتيجيته التنموية الجديدة أولوية قصوى فى المرحلة المقبلة، فى يونيو من العام الجاري وقع الجانبان السوداني والصيني عدداً من الاتفاقيات للتعاون فى المجال الزراعي خلال فعاليات الندوة الأولى للتعاون الزراعى السودانى الصينى التى استضافتها الخرطوم فى منتصف العام الحالي بمشاركة اكثر من (37) شركة زراعية من الصين بالإضافة إلى عدد من رجال المال والاعمال وبموجب الاتفاقية التى وقعت فى ختام اعمال الندوة ستساعد الصين السودان على بناء مركز زراعي تجريبي، كما ستقوم بإرسال خبراء لتدريب السودانيين على المهارات الزراعية بينما تغطي الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى وقعت بين البلدين في المجالات الزراعية ولايات (النيل الابيض-الجزيرة-النيل الازرق والخرطوم) بالتركيز على ازالة المسكيت وتطهير قنوات الري، وتحسين البذور بجانب إقرارجملة من مشروعات التعاون الزراعي في مجال الغذاء والأعلاف بما يسهم في زيادة الانتاج والانتاجية والاستفادة من الموارد الزراعية المتاحة، وتطوير الزراعة عبر القطاع الخاص السوداني والصيني.
وفي خطوة قصد بها انزال هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لأرض الواقع بدأ الدكتور عبدالحليم اسماعيل المتعافي وزيرالزراعة والغابات يرافقه حافظ عطا المنان مدير إدارة التنمية بوزارة المالية والاقتصاد الوطني وممثلون لوزارتي التعاون الدولي والاستثمار زيارة الى الصين لتعزيز التعاون الزراعي السوداني الصيني، وتأتي هذه الزيارة فى ظل اهتمام الحكومة الصينية وتأكيدها على تعزيز التعاون مع السودان فى مجالات الزراعة والأمن الغذائى واستعدادها لتقديم كل الامكانيات اللازمة لاقامة شراكة استراتيجية فى مجال الزراعة وإتاحة الفرصة امام التكامل بين الخبرات الصينية والامكانات السودانية بما يعزز التفاهم والتخطيط الاستراتيجى فى مجالات الشراكة الزراعية والتشاورالمستمر ووضع الخطط المشتركة والاستفادة من البحوث العلمية.
ويرى كثير من المراقبين أنه بامكان السودان والصين تقديم نموذج للعالم فى كيفية التعاون المشترك و بامكانهما اقامة شراكة زراعية استراتيجية تكون عنواناً للتكامل بين الخبرة والتقنية الصينية والموارد والامكانات السودانية خلال الخمسين عاما المقبلة، واعرب المراقبون عن أملهم ان تحقق الزيارة النتائج الايجابية والشروع فى انزال الاتفاقيات لارض الواقع خاصة وان الموسم الجديد على الابواب، وطالبوا بالاستفادة من خبرات الصين وامكانات السودان لإحداث تكامل سريع بين البلدين للتأسيس لعلاقة زراعية نموذجية تكون اضافة حقيقية للعلاقات الاستراتيجية القائمة بين الجانبين.
وتفيد متابعات «الرأي العام» أن وفداً زراعياً سيتوجه إلى جمهورية الصين في نوفمبر المقبل وذلك لحضور جلسة عمل مشتركة مع المختصين من الجانب الصيني وذلك لتطوير التعاون في مجالات الزراعة والبحوث الزراعية.
واكدت مصادر مطلعة بوزارة الزراعة والغابات ان زيارة الدكتور عبد الحليم إسماعيل المتعافي وزير الزراعة والغابات على رأس وفد زراعي كبير للصين تأتي لاستكمال التشاور مع الجانب الصيني في المجال الزراعي ومتابعة نتائج ندوة التعاون الزراعي بين البلدين التي عقدت بالخرطوم في مايوالماضي، التي توجت بتوقيع مذكرة تفاهم مع الصين شملت مشروعات في مجالات الاستثمارالزراعي وإنتاج وتصنيع البذور المحسنة وتحديث شبكات الري بمشروع الجزيرة بوسط السودان وتكنولوجيا إزالة شجرة المسكيت وزراعة محاصيل زراعية.
وتوقعت المصادر في حديثها لـ «الرأي العام» ان تتوج بتسريع خطى الشراكة الزراعية بين السودان والصين، وتعجل بتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين بجانب استجلاب التقانات الزراعية الصينية .
عبد الرؤوف عوض :الراي العام