احمد دندش

ولـ(فلاشات) كلمة


[JUSTIFY]
ولـ(فلاشات) كلمة

عندما قررنا في يوم ما، أن نرسم ملامح ملف اجتماعي فني عبر هذه الصحيفة، وضعنا في الاعتبار الكثير من المقاييس الضرورية التي يجب أن نرتكز عليها في إطار تقديم خدمة إعلامية مميزة ومفيدة للقارئ، في مقدمتها ضرورة تحري الصدق تجاه كل ما نكتب، وضرورة منح القارئ الكريم كل الحقائق والمعلومات (بلا رتوش أو ضبابية)، وذلك بسبب تقدم العصر وانتشار وسائل الميديا والتي جعلت كل المعلومات متوفرة لأي أسرة سودانية عبر ضغطة زر، لذلك كان الرهان على (فلاشات) أن تعمل وتقدم ذات المعلومة بطريقة جادة وبأسلوب ربما يحمل الكثير من الوضوح والكثير من الفائدة كذلك.
لم نسعَ خلال ملف (فلاشات) في يوم من الأيام لاجتذاب الإثارة عبر (الطرق الرخيصة)، ولم نكن نضع في حسباننا (أي ربح) من خلال إطلاق هذا الملف، فهو إحدى الخدمات الصحفية التي تقدمها الصحيفة لقرائها، أي بمعنى أن (فلاشات) ليست صحيفة مستقلة قائمة بذاتها حتى يكون اللهث خلف الربح من خلال انتهاج أسلوب الإثارة أو غيره من الأساليب التي ربما تنتهجها العديد من الإصدارات الاجتماعية والفنية حول العالم في أول نسخة من إطلاقها لجذب أكبر عدد من القراء لذات المطبوعة.
نجاح كبير حققه هذا الملف منذ إطلاقه قبيل عام ونصف أو ما يزيد، وإشادات مذهبة تلقاها من كبار قادة العمل الصحفي والإعلامي في البلاد، إلى جانب الإشادات التي تلقاها من الأطباء والمهندسين والعمال والفنانين والشعراء ونجوم المجتمع، ولعل هذا أبلغ دليل على (شمولية) هذا الملف، وعلى قدرته على الوصول لأكبر شريحة من المجتمع بمختلف توجهاتها، إلى جانب الاهتمام الكبير الذي يحظى به هذا الملف في الجامعات والمؤسسات الإعلامية والأسواق وحتى في مكاتب الدولة الخدمية، وكل هذه المؤشرات تقود لنتيجة واحدة وهي أننا في هذا الملف وكما وضعنا له شعاراً بارزاً (نحاول أن ننسج من خيوط الليل ثوباً للصباح)، استطعنا أن نقدم رسالة إعلامية محترمة نفاخر بها ونفتخر بها كثيراً عبر مؤسسة (السوداني) صاحبة الخبرة والريادة والتأثير في عوالم الصحافة السودانية.
في (فلاشات) حاولنا كثيراً أن نبحث عن الكثير من القضايا المسكوت عنها في المجتمع السوداني، ليس لأننا (من هواة الإثارة) ولكن لأننا من الحادبين على مصلحة هذا الوطن وعلى تقديم كل ما يمكن لرفعته وشموخه وتطوره، ولأننا مقتنعون تماماً بأن للإعلام دوراً يجب أن يلعبه في محاصرة الكثير من الظواهر السالبة وأن ينكأ جراحها بمشرط الحقائق المجردة بعيداً عن عبارات (التنميق) و(الطبطبة)، لذلك اخترنا اسم (فلاشات)، وفي الاسم دلالة على إنارة الأماكن المظلمة وتسليط الضوء عليها بالكثير من المهنية والاحترام.
كثيراً ما دخلنا في نقاشات جانبية وصراعات مع آخرين يمتلكون فهماً مغايراً لأسلوب هذا الملف، ونجحنا في إقناعهم بما نقدم من تحقيقات جريئة ونجحنا في تغيير مفهوهم بعبارة واحدة وهي: (إن بعض المرض يستوجب الكي في حال عدم نفع المسكنات ودربات التغذية)، وهذه حقيقة لا بد أن نعترف عليها ولا بد أن نضعها في الحسبان وهي التي تتعلق ببعض القضايا في هذه المجتمع السوداني والتي لا بد من مناقشتها بالكثير من الجرأة والقوة وذلك لضمان علاجها من أجل حفظ النسيج الداخلي لهذا المجتمع الذي تكالبت عليه الكثير من الظواهر السالبة وغير الحميدة في السنوات الأخيرة.
قبل الخروج:
تعاهدنا عند إصدار هذا الملف على أن نكون بحجم المسؤولية، وبحجم الواجب والمهنية، وتعاهدنا كذلك على تسليط الضوء على كل نقاط الظلام بالقدر الذي يحفظ لنا احترامنا لدى القارئ ويحفظ حقوق القارئ لدينا، وسنجدد هذا العهد، وسيكون ملف (فلاشات) دوماً على الوعد، مع وافر تقديرنا لكل قراء هذا الملف، ولكل قراء (السوداني) صحيفة الهوية الجامعة.
نقطة أخيرة:
اتخاذ (الساتر) يمكن أن يحمي من الرصاص لكنه لا يقي من (القنابل)، ودفن الرؤوس في الرمال يحمي الرؤوس ولكنه يعرض باقي أجزاء الجسد (للخطر).!
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني