عثمان ميرغني

حزب الملائكة الكرام البررة

[JUSTIFY]
حزب الملائكة الكرام البررة

الأستاذ على عثمان محمد طه.. النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية.. والبروفسير إبراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية يرتكبان من حيث لا يحتسبان- خطأ جسيماً بتصريحاتهما التي نشرتها الصحف أمس..

الأستاذ علي عثمان انتقد تحت قبة البرلمان من وصفهم (بالاستحياء في التحدث عن الإنقاذ الآن بكل قوة وهمة وفخر وإعزاز تستحقه وقال: نقول للذين لا يحسنون هذه الأيام إلا أن يرموها بكل قبيح وشنئ إن الإنقاذ تتجدد وترد).

وشايعه في ذات الفهم البروف غندور عندما (استنكر إطلاق تهمة الفساد دون تثبت. وقطع بأن أي قيادي تثبت عليه تهمة الفساد ستتم محاسبته داخل الحزب ثم تقديمه للمحكمة) ورد على سيدة في حزبه قالت إنها باتت تخجل من انتمائها لحزب تطارده قضايا وحكاوي الفساد.. قائلاً (أرفعي رأسك وقولي أنا مؤتمر وطني ولم نصل مرحلة أن نخجل من انتمائنا للوطني)

الفساد بكل ضروبه هو (نزوة!) إنسانية.. وأكد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن البشر لو لم يكونوا يذنبون لأبدلهم الله ببشر يذنبون ثم يتوبون فيغفر الله لهم..(والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم).

ليست مشكلة أن يكون في أي حزب، فاسد أو مفسدون قل العدد أم كثر.. ليست تلك هي القضية.. لكن المشكلة هي في (الفساد المؤسسي)..!! أي أن تتصدى المؤسسة للدفاع عن مفسد.. أو أن تغمض أعينها.. أو أن توفر الملاذ الآمن للإفلات من العقوبة.. هنا تكمن المشكلة التي أنزل الله من أجلها الرسل والأنبياء.. وخسف بمرتكبيها الأرض وأرسل الريح الصرصر العاتية.

الأمر في غاية البساطة.. الحكومة إن أرادت أن تدرأ عن نفسها تهمة الفساد.. فليس مطلوباً منها سوى أن تتجاهل تماماً أي اتهام موجه لأي قيادي أو قاعدي.. وتعتبر أن (كل شاة معلقة من عصبتها).. يجوز لأي فرد أن يقع في أحابيل الفساد.. ولكن عليه وحده يقع وزر الدفاع عن نفسه.. عندما يصبح الفساد (قضية شخصية) هنا لا حاجة لحزب أو حكومة أن تقلق.. تماماً مثلما يفعل الحكم الراشد في أوروبا وأمريكا.. لا حكومة تهتز ولا حزب عندما تطفر إلى السطح قضية فساد تطال أحد القيادات أو القواعد..

في إسرائيل.. رئيس الوزراء نفسه طالته تهم فساد.. الشرطة حققت معه في مكتبه وساقته إلى أقسام الشرطة.. لم يهتز الحزب ولا الحكومة.. فمن حقه أن يخطئ.. وعليه يقع عبء إثبات براءته.. وفشل في تبرأة نفسه.. فحكم عليه بالسحن (6) سنوات.. لم يضطرب الحزب ولا الحكومة.. فالأمر لا يعينهم.. فرد قيادي أخطأ.. وطاله العقاب.. فما علاقة الحزب والحكومة.. لم يصدر بيان من الحكومة ولا الحزب ليقول للناس (أرفع رأسك..) ولم يقولوا أنها (مؤامرة) لتلطيخ سمعة الحزب والحكومة..

لكن عندما يظل الحزب كله يردد أن (لا فساد).. هنا المشكلة.. مشكلة أن يدافع الحزب عن تهمة (الفساد).. بدلاً عن الفرد المتهم.

وأنه حزب طاهر لملائكة كرام بررة..
[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]