التاريخ بدأ من هنا
[JUSTIFY]
حدثان تزامنا في وقت واحد فحزمت حقيبتي ويممت صوب سنار، أولاها وفاة جدتي خالة أمي تلك المرأة الصابرة وسأفرد لها مساحة أخرى، وثانيهما ملتقى سنار الإعلامي الأول الذي تزامن كذلك مع عودة الوالي أحمد عباس من إجازته القصيرة بعد التكهنات والشائعات التي صاحبت إجازته تلك، ضم الملتقى عدداً مقدراً من الإعلاميين سواء من الأجهزة المرئية أو المسموعة أو المقروءة مما أضفى عليه نوعاً من الديناميكية والتفاعل، تم الترتيب جيداً لهذا الملتقى من خلال الأوراق التي قُدمت والكلمات الضافية التي خوطب بها الحضور، ورغم أن وزير الدولة بالإعلام فتح مسارات لاستمرار حرية الإعلام إلا أنه لم ينس وضع المحاذير أمام الإعلاميين مشترطاً عدم ولوج القضايا التي تمس الأمن والاقتصاد والمجتمع، مما حدا بالحضور للتساؤل وماذا بقي إذن، تغير مفهوم الإعلام وأصبح العالم قرية صغيرة تتلاحق فيها الأحداث بحيث لا يمكن أن يفلت حدث من قبضة الإعلام دون تشريح وتحليل لمآلاته ونتائجه، الأمر الذي يجعل الأمم التي لا تهتم بالإعلام هي أمم هامشية وخارج التاريخ، بل حتى تفكيرها محدود ومحصور في المساحة التي تدور في فلكها، هذا الأمر جعل من سنار التاريخ والحضارة والإرث تعيد تاريخها وحضارتها مرة أخرى من خلال توجيه الأنظار نحوها في مسيرة صعودها ومواكبتها للأحداث، بدأ هذا الأمر جلياً والوزيرة حليمة موسى تخاطب الجلسة الافتتاحية بروح الشباب والحماسة للتغيير نحو الأفضل دوماً حينما قالت نحن الآن نقدم سنار في ثوبها الجديد الذي يمثل ثوب السودان، لم يكن الوالي أحمد عباس يحتاج لأكثر من هذا الملتقى الجامع ليرسل عبره رسائله الموجهة نحو الهدف مباشرة، بدأها بقسمه بعدم وجود فساد بولايته وعدد النعم الكثيرة الموجودة بسنار والتي حباها بها الله والإمكانيات التي تزخر بها مما يجعلها قبلة للمستثمرين، لكن كيف يأتي المستثمرون والإعلام موجه ضد الولاية ومتهماً إياها بوجود فساد مما يؤثر سلباً عليها وعلى تقدمها، في هذا الجانب يجب تحري الدقة حتى لا تُطمس الإنجازات الكبيرة بسبب المشكلات والأخطاء الصغيرة، الوالي أراد أن يبدأ بداية جديدة بتصحيح مسار الإعلام بالولاية حتى تنعم الولاية برعاية تجذب ولا تنفر ولم ينس في خاتمة حديثه أن ينوه إلى أنه يرحب بكل من يطرق الباب الصحيح لمعرفة الحقيقة دون الولوج عبر الأبواب الخلفية، ملتقى سنار للإعلام حقق الرسالة التي عُقد من أجلها لكن نتمنى أن تجد التوصيات التي خرج بها الملتقى طريقها للتنفيذ وألا تُغلق عليها الأضابير ويعلوها الغبار، مبروك الأستاذة حليمة.
[/JUSTIFY]
حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]