احمد دندش

حرائق التلفزيون.. (هجم النمر)!

[JUSTIFY]
حرائق التلفزيون.. (هجم النمر)!

في أقل من شهر تحاصر الحرائق حوش الإذاعة والتلفزيون، والسبب بسيط للغاية، وهو وجود أشجار كثيفة تتسبب الرياح التي تأتي بين الفينة والأخرى في التصاقها مع أسلاك الكهرباء فتنتج شرارة تؤدي لحريق يتم إدراكه قبيل اللحاق بأي من الاستديوهات وقبيل أن تحدث أي كارثة كبيرة بالحوش.
وقبيل أسابيع يشب حريق بالسور الموازي لهيئة البث لنفس السبب أعلاه، وتهرع قوة من الدفاع المدني وتتمكن من اللحاق بالحريق قبل أن ينشب داخل استديوهات هيئة البث، ولكم أن تتخيلوا إن وصل ذلك الحريق إلى تلك الهيئة، خصوصاً أنها الهيئة التي تتحكم في البث بكل السودان، ما يعني أن أي ضرر قد يلحق بها ربما يقود لكارثة حقيقية تتمثل في انقطاع البث الإذاعي والتلفزيوني عن البلاد لفترة طويلة جداً، حتى تتم معالجة المشكلة، وأظن أن معالجتها أيضاً ستحتاج لسنوات وسنوات.
لا أدري لماذا الاستسهال غير المبرر الذي يتخذه القائمون على أمر ذلك الجهاز الإعلامي الحساس، خصوصاً فيما يتعلق بتأمين الاستديوهات الرئيسية من مخاطر الطبيعة، ولا أظن أن مسألة (قص أشجار) تتطلب عقد اجتماعات أو ندوات أو سمنارات لكيفية القيام بها، لكننا دوماً لا نشعر بالكارثة إلا بعد وقوعها، ولن يشعر القائمون على أمر ذلك الجهاز الإعلامي الرسمي الممثل للدولة بخطورة الأمر إلا بعد أن يجدوا أنفسهم (خارج البث) بعد أن صاروا مؤخراً (خارج الشبكة).
قصة التلفزيون وأسلاك الكهرباء والرياح، ذكرتني بقصة محمود الكذاب التي طالعناها ونحن في سنواتنا الأولى بالمدراس، ذلك الصبي الذي يأتي ويصرخ بالقرية: (هجم النمر..هجم النمر)، وعندما يخرج الأهالي لا يجدون شيئاً، وعندما قام محمود بتكرار تلك الكذبة رفض الأهالي الخروج واستطلاع ما يدور لأن محمود وببساطة كذاب لا يحتاج لتدقيق في صياحه، ليهجم النمر بالفعل على القرية، برغم صياح محمود (الصادق) هذه المرة، وهو ذات الأمر الذي سيجد التلفزيون نفسه فيه، مع اختلاف غياب فرضية (الكذب) عن ما يدور مؤخراً في حوش التلفزيون، واستبداله بـ(الإهمال) الذي هو أشد خطراً.
شربكة أخيرة:
لا أظن أن حل قضية حرائق التلفزيون القومي وهيئة البث يحتاج لأكثر من (مقص) و(فأس) وعاملين أو ثلاثة لإنهاء المهمة.. ولكنها (اللامبالاة) قاتلها الله.
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني