الحوار واليسار.. حلايب وسد النهضة.. المفاوضات وتحرك أمبيكي.. المكتبة المدرسية!!

اليسار ضد الحوار
على المؤتمر الوطني ألا يعلق محاولات إفشال الحوار الوطني على شماعة أحزاب اليسار، ويجلس مهموماً يندب حظه وآماله، فاليسار أصلاً لا علاقة له بالحوار، وسيعمل ضده بكل ما أوتيت أحزابه من قوة، فهذا تصارع واحتراب وتنافس سياسي مفتوح، كل يعمل على طريقته لتحقيق هدفه، فأحزاب اليسار تتحالف مع الشيطان من أجل إسقاط النظام الحاكم، ولن تتخلى عن هذه الفكرة ولن تدع أية وسيلة تجدها لتنفيذ ما تريده إلا وأخذت بها، فهي تفعل أكثر ذلك ومما هو متعلق بالحوار، فاليساريون يدعمون الجبهة الثورية وقطاع الشمال في الحركة الشعبية، ويقفون خلف الحركات المتمردة التي تحمل السلاح ويؤيدون ما تقوم به، ويتحالفون مع سيدتهم الجديدة أمريكا لمحاربة السلطة القائمة، فهدفهم أكبر من تعويق الحوار الوطني وتسميم أجوائه وتضليل بعض الأحزاب المنخرطة فيه.
فالمطلوب ليس اتهام الأحزاب اليسارية وهي غير بريئة على الإطلاق، إنما المرجو أن يعمل الوطني على تهيئة الأجواء ويواجه محاولات تعطيل الحوار الوطني بما ينبغي حتى لا ينجح من يريد نسفه في مسعاه ويجهض الجهود المبذولة من أجل التوافق والتفاهم والوفاق، خاصة أن الحوار يقف على حافة الجرف.
وعلى الوطني أن يوقد أكثر من شمعة وهو خير له من لعن الظلام!! ومن أجل ذلك على الحزب الحاكم وحكومته تعبيد الطريق نحو الحوار الوطني ومعالجة المشكلات السياسية التي تعترضه، وإشاعةروح المبادرة والجدية والتسامح، فبسبب بعض الأخطاء في إنزال ما تعهد به الوطني والحكومة في مجال الحريات وتعزيز دولة القانون.. بدأت مجموعات من مؤيدي الحوار تعلق مشاركتها وتتملص من موافقاتها السابقة.. فمسؤولية إنقاذ الحوار من الفشل بيد الحكومة وحزبها.
ملف حلايب.. وسد النهضة
قال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار والأمين السياسي للحزب الحاكم إن ملف حلايب سيفتح ضمن ملفات أخرى مع رئيس مصر الجديد بعد إدائه اليمين الدستورية، وأعلن وزير الخارجية علي كرتي في تصريحاته له من العاصمة الألمانية برلين أن الخرطوم ستتعاون مع القاهرة لتسهيل التفاوض حول سد النهضة الإثيوبي.
وأبدت الخرطوم رغبتها، فما هي الحالة التي عليها الجهة المقابلة؟ في ملف حلايب المحتلة من مطلع التسعينيات من القرن الماضي غدرت القاهرة بالخرطوم واستغلت الوضع في السودان واشتداد الحرب في الجنوب مع انطلاق عمليات صيف العبور في ذلك الوقت وانشغال الحكم الجديد في السودان بالأزمات الداخلية والمقاطعة الأجنبية وتعقيدات علاقاته الخارجية، فدفعت بجيشها نحو مثلث حلايب واحتلته وفرضت فيه الأمر الواقع.
احتلال منطقة عزيزة من أراضي السودان «18 ألف كيلومتر مربع» وتمصيرها، وصبر السودان على الأذى وكظم الغيظ استمر لفترة طويلة لم يسع فيها للتصعيد أو الذهاب لمجلس الأمن الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية لحسم هذه القضية، لم يزد ذلك السودان إلا استمساكاً بحقه الذي يسعود له طال الزمن أم قصر، وتعلم القاهرة أن قضية حلايب لا يمكن أن تظل هكذا إلى الأبد فلا بد من حل لها، ولا بد من موقف قاطع وحاسم وصريح مع مصر، فقد دفعنا فاتورة باهظة الثمن جراء موقفنا السابق.
أما القضية المتعلقة بتسهيل التفاهم حول سد النهضة الإثيوبي، فمع أن التنفيذ في بناء السد تم بنسبة تقارب 4%، وفشل المباحثات المباشرة بين الجانبين المصري والإثيوبي، فالجهة الوحيدة القادرة على تقريب وجهات النظر وتجسير المسافة بين أديس أبابا والقاهرة وصناعة أجواء من التفاهم المشترك هي السودان، فمصالح مصر المائية لن يضمنها لها غير السودان، والملف المائي ليس سد النهضة وحده وإنما هناك اتفاقية عنتبي وما يدور داخل دول حوض النيل التي تقف كلها موقفاً ليس في صالح مصر على الإطلاق.
إذا كانت الخرطوم تتحمل الأذى وفي نفس الوقت هي مفتاح الحل لأهمية قضية تشغل مصر وتهددها في هذه اللحظة، فإنها لن تنتظر طويلاً ما تقوم به القاهرة في كل الأحوال!!
المفاوضات متى؟
في الأخبار أن السيد ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى التي تتولى الوساطة في مفاوضات المنطقتين النيل الأزرق وجنوب كردفان، ينتوي زيارة مناطق وجود قطاع الشمال في الحركة الشعبية، في ذات الوقت الذي يحل فيه بالخرطوم موفد رفيع من الآلية للخرطوم، بغرض تسريع عملية استئناف المفاوضات التي كان محدداً لها الخامس عشر من الشهر الماضي ثم العشرين منه، ولم تعقد حتى اللحظة.
وبرغم تحفظاتنا على زيارة أمبيكي لمناطق في جنوب كردفان حيث توجد قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال وأهدافها المعلنة والمستترة، إلا أننا على يقين أن المتمردين والوضع العسكري المأزوم الذي يعيشونه وهزائمهم المتتالية، لن يعطوا إجابة واضحة للسيد أمبيكي حول مواصلتهم للتفاوض في الوقت الراهن، فقد حددوا قبل فترة موقفهم بعدم الذهاب للتفاوض بسبب وضعهم على الأرض، وستذهب مساعي وجهود الوسيط الإفريقي سدى.. لأن قطاع الشمال يريد ما يحفزه للذهاب وذلك غير متوفر الآن، فهم يريدون نصراً عسكرياً أو عملية ناجحة تعيد إليهم الروح المعنوية التي وصلت الحضيض.. لكن هيهات.
ومن جانبها الحكومة موافقة على الذهاب للتفاوض كما تقول في أي زمان ومكان، لكن محاولة تدليل قطاع الشمال كما يفعل أمبيكي للمجيء لطاولة التفاوض ستفشل، فما الذي يفعله الوسيط الإفريقي وقد سبق أن قال إن هناك ما ينتظر الطرف الذي يعطل التفاوض ويتسبب في انهياره!!
المكتبة المدرسية
عاد الرشد أخيراً.. وقررت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم وليس الوزارة الاتحادية، إعادة حصة المكتبة المدرسية بكل مدارس الولاية.. وهي خطوة مهمة للغاية ربما تعاني بنسبة ضئيلة بعد تدني مستويات تلاميذ وطلاب التعليم العام في مواد عديدة خاصة اللغة العربية والثقافة العامة، ونحن من جيل حضر بهاء التعليم وزمن حصة المكتبة المدرسية التي شكلت معارفنا وثقافتنا ومهارتنا، وما كسبناه في صغرنا لم نكسب بعضه في كبرنا، وليت حصة المكتبة المدرسية تعود كما كانت ويتعود التلاميذ والطلاب على تكوين مكتبة لكل فصل ومكتبة للمدرسة ومكتبات خاصة تتنوع فيها مصادر المعرفة والثقافة، وتجرى مناقشة الكتب وتدوير قراءاتها والارتقاء بالإطلاع والثقافة العامة، وإعادة المسابقات الثقافية المدرسية داخل المدارس والجمعيات الأدبية.
وما نتحدث عنه اليوم من تدني التعليم وضعف القدرات والمهارات وضعف الثقافة العامة لدى المعلم والتلاميذ والطلاب سببه غياب «خير جليس» عن مقاعد الدراسة!!
[/JUSTIFY]

أما قبل – الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة