الصادق الرزيقي

مؤتمر الإعلام.. ونقص المياه

[JUSTIFY]
مؤتمر الإعلام.. ونقص المياه

< تجرى الاستعدادات والتحضيرات للمؤتمر القومي الثاني للإعلام، وهو مؤتمر مهم للغاية، بحسبان أن الإعلام صار مثل القانون ملح الحياة، وركيزة أساسية من ركائز النهضة والتطور والأمن والسلام، ونحن الإعلاميين معنيون بالدرجة الأولى بهذا المؤتمر وضرورة نجاحه في تحقيق ما يهدف إليه، ليس فقط لأنه يمهد لتحسين البيئة التي نعمل فيها من ناحية التشريعات والقوانين وفضاء القيم الذي نعيش تحته، أو ما يتعلق بالصنعة نفسها وتكاليفها في مجالات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والإعلام الجديد.. والحرفية المهنية التي نسعى لها جميعاً. < فنحن معنيون به بالدرجة الأولى، لأن الإعلام صار هو السمة الأولى لصورة مجتمع معافى من أمراض التخلف المعرفي والتنموي والثقافي والبيئي والسياسي، ومجتمعنا يعاني من مشكلات عديدة، جرته فيها للحضيض السياسة، فإذا ضاق الأفق السياسي وانحط قدره تداعت كل أمورنا وبلغت القاع ومنها الإعلام، وإذا ارتقت السياسة فإن أول ما يساعدها على تحقيق مرامها وبغيتها ويدفع بالمجتمع إلى مدار جديد هو الإعلام. < فما نحتاجه هو بعث روح وضخ دم في عروق العمل الإعلامي، وتبني رؤى وتصورات وأفكار تساعد على جعل الإعلام المساهم الأكبر في صناعة الحياة وتطورها وتحقيق الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي، وبناء الإنسان وصوغ مفاهيمه وتفجير طاقاته. < صحيح هناك شكوك حول جدوى قيام المؤتمر في ظل ظروف معقدة وعدم توفر قناعات حتى لدى بعض الحاكمين بجدوى الإعلام، لكن هذه الحجج لا قيمة لها في ظل واقع بات فيه الإعلام هو كل شيء. < يجب أن يقبل كل الإعلاميين على هذا المؤتمر، لأنه إن صلح الإعلام صلح الجسد كله وتكونت مناعته الداخلية، وأمكننا ذلك من تحصين الوطن ضد الاختراق وصون تجربته السياسية من التداعي والسقوط، والمحافظة على التماسك الاجتماعي والسياسي، فهناك فرصة ثمينة تلوح يجب ألا تضيع من بين أيدينا. المياه يا ولاية الخرطوم: < ليت الساسة والوزراء وبقية التنفيذيين يتركون الكلام الذي لا يُسمن ولا يغني من جوع، والتفرغ لمعالجة المشكلات الحقيقية التي تواجه المواطن، ما الذي يستفيده عامة الناس من حديث ساس يسوس، والخدمات تتردى وتتدنى، والغلاء يستعر، وأبسط الحقوق والخدمات مفقودة والمعاناة تزداد، ألا يكفي المواطن البسيط ما يعانيه من انقطاع المياه لأيام وأسابيع طويلة في وسط وأطراف الخرطوم دون أن يجد مبرراً ولا إجابة واضحة؟! وبعض المسؤولين سواء في الحكومة الاتحادية أو الولائية لا شيء يشغلهم غير مجموج الكلام عن الانتخابات والحوار مع الأحزاب والمؤتمرات القاعدية للمؤتمر الوطني وأمور انصرافية أخرى. < وليت الحكومة تفهم أن شعبها قد ضاق وتعب.. ثم ملَّ وسئم، فأبسط حقوق الإنسان في العيش الكريم وهي المياه النظيفة لشربه واستخداماته الأخرى لا يجدها في قلب العاصمة بين نهرين من أكبر أنهار الدنيا؟ < خلال السنوات الماضية كنا نتابع ونشهد افتتاحات لمحطات مياه ضخمة بمدن الولاية التي تمت بكلفة مالية عالية، ونستمع لأحاديث طويلة عن طاقتها الإنتاجية والتخزينية، وأنه لا توجد أية مشكلة في إمدادات المياه، ونتابع أيضاً أن الولاية وحكومتها أنجزت الكثير في تأهيل الخطوط الناقلة وشبكات مياه المدن، لكن كل ذلك أصبح سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً. < فلماذا هذه المعاناة القاسية التي يعاني منها المواطنون في كثير من أحياء العاصمة وسهرهم من أجل إمدادات من المياه لا تأتي؟ ولو أنفقت السلطات الولائية أو الحكومة الاتحادية ربع الوقت الذي ينفق في شؤون السياسة وطق الحنك، واتجه الجميع نحو الخدمات وتوفيرها ومعالجة المشكلات الإدارية والفنية والتفرغ لمثل هذه الأمور، لكان ذلك أجدى وأنفع ولكسبت السلطات والحكومة رضاء المواطن. < لكن المشكلة تبدو أكبر من ذلك، لقد بحَّت الأصوات وكتب الكثير جداً من المقالات وطرحت آراء عديدة وانتقادات، حول الشركات التي تقع عليها عطاءات تنفيذ المشروعات المتعلقة بالمياه والطرق في الولاية، ويكتشف الناس أن التنفيذ كله معيب وتم التلاعب في كل مراحل التنفيذ ولم تلتزم الشركات بالتصميمات والمواصفات المطلوبة.. ولذلك كل الطرق في الولاية سيئة التنفيذ مليئة بالعيوب والنقائص الفنية ولا تعمر طويلاً وتمتلئ حتى أذنيها بالحفر والمطبات كأن الذي أشرف على تنفيذها لا علاقة له بالهندسة، وفي مجال المياه نفس الشيء يحدث.. وكل ذلك لا محاسبة ولا مراجعة ولا تحقيق ولا همة أو إرادة لمعالجة مثل هذه الأخطاء الجسيمة التي جعلت العاصمة تتراجع للوراء، وأكثر ما يحيرنا هو البرود الحكومي تجاه هذه الأزمات ورمضان على الأبواب مع ارتفاع في درجات الحرارة. [/JUSTIFY][/SIZE]أما قبل - الصادق الرزيقي صحيفة الإنتباهة