مصطفى عثمان نموذجاً
*اختار الرئيس أوباما بُعيد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، اختار (قناة العربية) لتكون أول وسيلة عربية يخرج عبرها للرأي العام، وبالطبع لهذا الاختيار دلالاته الليبرالية والفكرية، وليست هذه قصتنا التي خرجنا لأجلها اليوم.
*غير أن الأدب الإعلامي الذي أثار انتباهي في ذلك اللقاء، لما استأذنت العربية الرئيس أوباما في طرح سؤال إضافي بدا أنه خارج المتفق عليه، لم يشرع رئيس الإمبراطورية الأمريكية المنتخب في الإجابة عن السؤال مباشرة، ولكنه أشار إلى تيمه الإعلامي الذي خلف الكاميرا، قائلاً “إنْ سمح الفريق بذلك”، ولم يجب عن السؤال، إلا بعد أن وجد موافقة من الفريق المهني الاختصاصي.
*وعلى غير ما يحدث عندنا في الشرق تجد أن المسؤول الكبير في الغرب يخرج إلى الإعلام ليقول فقط جملة واحدة مفيدة متقنة، وحتى هذه الجملة تكون نتاج تداول وإجازة من المهنيين والمستشارين والمختصين.
*تحتاج الفضائيات في الغالب إلى (جملة واحدة مفيدة) من كل منشط سياسي لتضعها على شريطها الأخباري الدوَّار، غير أن مسؤولينا في الغالب يرهقون هذه الوسائل الإعلامية باستسهال التصريحات المترعة المسترسلة.
*وربما كانت (أطروحة الإنقاذ) عبر ربع قرن من الخطابة والمهرجانات والتصريحات هي أكثر الحكومات في المنطقة إضراراً بمصالحها من تقاطع هذه الأدبيات الخطابية لدرجة الارتباك في كثير من الأحيان.
*ومصدر الارتباك والتقاطعات ينتج عن ثقافة لكثرة التصريحات واستطالتها، ويفترض أن المسؤول ندنا يحضر تحضيراً جيداً قبل أن يذهب إلى منابر الإعلام، ومن ثم يتمكن من التعبير بأقل الجمل المحكمة التي لا تقبل التأويل، غير أن حالات التدفق والاسهالات الخطابية هي التي تكلف الدولة غالياً، سيما في تلك الخطب الموسعة التي تتناول الشأن الدولي والإقليمي في مرحلة موغلة في الريب والهواجس.
*ربما كانت الدبلوماسية السودانية الوحيدة في المنطقة التي لا تستعصم بعبارات مثل (استبعد ذلك.. لم يحن الوقت لمثل هذا الحديث.. لكل حادثة حديث… ربما.. جائز).
*على أن الفنلة رقم عشرة التي يظل يرتديها طبيب الأسنان مصطفى إسماعيل منذ بداية الماراثون الإنقاذي، ربما هي التي تجعله محوراً للتصريحات، كما لم يبخل الدكتور هو الآخر بكرم التصريحات وسخاء الإفادات في كل المناسبات، ولقد أحصيت في صحف الأمس الأول حزمة تصريحات لدكتور مصطفى كلها كانت تصلح خطوطاً عريضة تحرج بها الصحف في ظل شح الأخبار.
*الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل ووزير الاستثمار والأمين السياسي للمؤتمر الوطني، يدفع الآن ثمن تصاريحه، وهو يقترب من (منطقة حلايب) المختلف حولها بين الدولتين، غير أن خطورة التصريح يكمن في توقيته الذي يتزامن مع تنصيب الرئيس السيسي، وإن اختلف تصريحه وسرق فقد سرق له أخ من قبل، أعني السيد كرتي وزير خارجيتنا و(منصاته وصواريخه الدبلوماسية) التي أصابتنا في مقتل.
*أخي الدكتور مصطفى إسماعيل، وأنت يومئذ من أهل الفضل والسبق، بحيث يفترض أن يتعلم من خبراتكم التراكمية ناشئة الإعلام والدبلوماسية، نطمع أن يضبط الايقاع، ثم لتتفرغ أكثر لاستقدام المستثمرين وتجويد عمليات الإنتاج ليكن حديثنا قدر إنتاجنا ولنمدد أرجلنا قدر لحافنا.. ولكم وافر الاحترام والتقدير.
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]
يا حبذا لو شرحت للشعب السوداني ماذا تعني بعبارتك الاخيرة ( أخي الدكتور مصطفى إسماعيل، وأنت يومئذ من أهل الفضل والسبق …) .
هل تتحدث عن ادارة دولة ام لازال فكركم لا يتجاوز اسوار الجامعة و كأنكم تحكمون اتحاد طلبة و ليست دولة يقطنها اكثر من 30 مليون نسمة يا هؤلاء, ففاقد الشئ لا يعطيه !!!.