الاحتباس الحراري …. قمة بلا قرار

مخاطر عديدة تحيق بدول العالم اثر الاحتباس الحراري ففي تقرير يعتبر الاول من نوعه للاستخبارات الامريكية عن ظاهرة الاحتباس وضع امام الحكومة الأمريكية والجيش، استبعد توماس فينغار، رئيس مجلس الاستخبارات القومية ، أن تؤدي ظاهرة التغيرات المناخية دون سواها، لتأجيج أزمات في دول حتى عام 2030، إلا أن مؤثراتها ستنعكس على القضايا الراهنة مثل الفقر والتوتر الاجتماعي والتصحر البيئي، وضعف المؤسسات السياسية بجانب القيادات غير الفعالة.
وتكهن فينغار أن يرى اللاجئين لدواع اقتصادية، في تردي المناخ، سبباً إضافياً للفرار من بلادهم، «مما سيضع المزيد من الضغوط والأعباء على الدول المضيفة، التي يفتقر العديد منها للموارد الطبيعية، أو الرغبة في استضافة مهاجري المناخ»، حسب قوله.
ورجح المسؤول الأمني أن تساعد تلك الهجرات الدولية، الناتجة عن التغيرات المناخية، في نشر المزيد من الأمراض.
كما تناول، خلال شهادته أمام الكونغرس، تأثير الظاهرة على الصعيد الاقتصادي والتجاري، قائلاً: «الولايات المتحدة تعتمد على نظام دولي يعمل بسلاسة، لضمان تدفق التجارة وسهولة وصول المواد الخام الضرورية الي الاسواق ، كالغاز والنفط، وأمن الحلفاء والشركاء.»وأردف بالقول: «التغيرات المناخية وتغير سياستها قد يؤثر عليها كافة.. وبعواقب جيو-سياسية ذات دلالة.»
التقرير اعلاه جاء قبيل انعقاد قمة الامم المتحدة بنيويورك والتي ناقشت مؤخرا التوصل الى اتفاق شامل جديد لمواجهة ارتفاع حرارة الأرض في ديسمبر في كوبنهاغن.
وقال جانوس باستور مدير مكافحة التغير المناخي بالامم المتحدة إن القمة التي شارك فيها عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات ومن بينهم للمرة الأولى الرئيس الأميركي باراك اوباما، «هدفت الى اعطاء دفع سياسي على أعلى مستوى لتسريع التقدم نحو اتفاق في كوبنهاغن».
وبعد ان اكد ان هذا التقدم «بطيء جدا» وذكر بانه «لم يعد هناك سوى 15 يوما للمفاوضات» قبل مؤتمر كوبنهاغن، اعلن باستور ان «المشاركة الكاملة لقادة العالم امر ضروري».
ويهدف مؤتمر كوبنهاغن الذي سيعقد برعاية الامم المتحدة من 7 الى 18 ديسمبر، الى التوصل الى اتفاق دولي يحل محل بروتوكول كيوتو الذي ينتهي مفعوله في 2012، حول خفض انبعاثات الغازات المسببة بالاحتباس الحراري وتعتبر المسؤولة الى حد كبير عن التغيير المناخي.
واتاحت عدة اجتماعات تحضيرية عقد احدها مؤخرا في برلين، تحقيق بعض التقدم ولكنه ليس كافيا بنظر العديد من المشاركين.
واشار وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والسويد الثلاثاء الى ضرورة تحقيق تقدم والتحرك بسرعة قبل مؤتمر كوبنهاغن والا فان الكوكب سيشهد كوارث بيئية وانسانية، كما حذروا.
وقال باستور، ان قمة نيويورك لم يصدر عنها بيان ختامي بل فقط تقرير للامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن المحادثات.
واكد «نتوخى من هذه القمة ان تسمح للقادة باعطاء التوجيهات اللازمة لفرق مفاوضيهم وان تؤدي الى دعم متزايد على اعلى مستوى توصلا الى اتفاق عادل وفعال وطموح في كوبنهاغن».
وخلص الى القول «ان الاسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين لدفع التحرك حول سخونة المناخ قدما. وستكون القمة مناسبة لجمع كبار قادة كل دولة. كما ستعقد مؤتمرات اخرى مثل مجموعة العشرين هذا الشهر ايضا لكن لن يضم اي منها كل الفاعلين. ونحن بحاجة لحل عالمي لمشكلة عالمية» كما قال.
وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما خلال القمة حول التغيرات المناخية في نيويورك بأن التحديات القادمة في قمة كوبنهاغن صعبة وكبيرة إلا أنه وعد بالقيام بخطوات ملموسة وعملية لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. ودعا الدول الناشئة كالهند والصين إلى احترام التزاماتها و»الاضطلاع بدورها» في محاربة ارتفاع درجة الحرارة.
وكالة الطاقة العالمية حذرت من تصاعد ظاهرة الاحتباس نتيجة لحرق الوقود، وقد تنخفض بنسبة 2.6 في المائة هذا العام حال تراجع النشاط الاقتصادي نتيجة للأزمة العالمية الراهنة.
لقد هدفت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لعقد هذه القمة، التي جمعت زعماء العالم، في إطار رغبة دولية لإضفاء صبغة سياسية على مسألة الاحتباس الحراري، وسعي دولي لاتفاق يحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة يدخل حيز التنفيذ عند انتهاء المرحلة الأولى من بروتوكول كيوتو في يناير 2013م.
و دعا بان كي مون، القادة المشاركين في القمة إلى التحدث معا والعمل كقادة عالميين «بمعزل عن حدودهم الوطنية» في محاولة للخروج من حالة الجمود والتوصل إلى معاهدة جديدة لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض خلال القمة المقرر إجراؤها في كوبنهاغن بين ممثلي منتدى أبرز الاقتصاديات المتطورة والناشئة المسؤولة عن انبعاث 80% من ثاني أكسيد الكربون.
وكانت المفاوضات قد تعثرت بين 190 دولة بشأن كيفية توزيع المسؤوليات بين الدول الغنية والدول الفقيرة وبشأن كيفية جمع 100 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة على مكافحة الاحتباس الحراري والتكيف مع التغيرات المناخية على غرار ارتفاع مستوى البحر والتصحّر.
وكالة الطاقة الدولية اكدت أن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو أكثر الغازات شيوعا التي تتصاعد نتيجة لحرق الوقود، ستنخفض بنسبة 2.6 في المائة هذا العام في أنحاء العالم بسبب تراجع النشاط الاقتصادي نتيجة للأزمة العالمية الراهنة.
وعبرت الوكالة عن أملها في التوصل إلى وسائل يقل فيها انبعاث ثاني أكسيد الكربون، كما تأمل في أن تساهم هذه القمة في مضاعفة الجهود للتوصل إلى طاقات بديلة أقل تلويثا للبيئة.
ختاما، لم تقدم القمة العالمية التي عقدت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ، بحضور زعماء وممثلي اكثر من مئة دولة، أي جديد ملموس في إطار خطط الدول المتقدمة للحدّ من الاحتباس الحراري وإطلاق مفاوضات متعثرة للتوصل إلى معاهدة عالمية في مؤتمر كوبنهاغن في ديسمبر المقبل.
بلة علي عمر :الصحافة