احمد دندش

قصص (سياسية) جداً..!


[JUSTIFY]
قصص (سياسية) جداً..!

الحريات الأربع:
ربتت على كتفه في محاولة منها لتخفيف وطأة خبر زواجها بعد ايام قلائل على (مغترب) طرق باب والدها في (قوة عين)، بينما اختار هو (المساسقة بين الشبابيك)..نظرت إليه في هدوء ممزوج ببعض العتاب وهي تقول: (لكن ياحبيبي انت برضو بتتحمل الحصل كدا)، تطلع اليها في وهن قبل أن تواصل هي مبرراتها وتقول: (يعني هسي لو من زمان جيت البيت وكلمت ابوي ما كان حصلت الحاجة دي)، لثوان نظر إلى عينيها قبل أن يباغتها بسؤال (مرتد) نسف ما تبقى من دبلوماسية لديها وهو يقول: (يعني لو كان جيت البيت وقلت ليهو انا عاطل..كان وافق على العرس..؟)، صمتت قليلاً قبل أن تطلق زفيراً حاراً من اعماقها وهي تقول: (على الاقل كانت محاولة..ومامعروف الظروف شنو..كان ممكن يوافق)، في تلك اللحظة رسم ابتسامة على شفتيه وهو يجيبها بعد أن وضع يده على خده: (يوافق شنو..والله ابوك دا كان طالبني بالحريات الاربعة عديييييل).!
(إنفصال) عاطفي:
نظر اليها وهو يتذكر تلك الايام الجميلة، وراح يجتر ذكريات الماضي، وقعدات النجيلة، ومعاناة تحويل الرصيد، و(الحوامة) في نص الحلة بعد صلاة العشاء، قبل أن تكلل قصة حبهما بالزواج، لازال يذكر كيف مضى عامها الاول وسط الفرح والحبور والسعادة، لازال يذكر تلك الايام جيداً قبل أن تتحول محبوبة زمانه إلى هذه الشخصية التى تقف امامه وتطالبه بالطلاق، فجأة..انتفض على صوتها (الخشن) وهي تقول بحدة: (اها..راجياك..طلقني عشان انا ارتاح من الهم دا)..ابتلع ريقه بصعوبة قبل أن يقول لها في غضب: (ياخي طلقانة)…لتنتهي قصة حبهما الابدية بـ(انفصال عاطفي)..!
حق تقرير المصير:
كانت تعلم بخيانته لها مع احدى الفتيات، لم تطالبه بالطلاق..أو حتى بالاعتراف..ولكنها طالبته بـ(حق تقرير المصير).
فترة إنتقالية:
راح يتطلع لذلك (الدفار) الذي توقف امام منزله لحمل (العفش)..اقترب منه صاحب المنزل في محاولة لمواساته قائلاً: (معليش يااخينا..بس والله حكاية شهر تديني وشهرين مافي دي مابقدر عليها)، ابتسم في وجهه وهو يشير برأسه علامة الايجاب، وقبل أن يصعد للدفار للمغادرة لم ينس أن يتعهد لصاحب المنزل أن يدفع ماتبقى عليه من متأخرات بعد نهاية (الفترة الانتقالية).
استئناف المفاوضات:
توقف امام صاحب الدكان والعرق يتصبب على جبينه بكثافة، بينما كان صاحب الدكان في تلك اللحظة يقوم بجرد حسابه والشرر يتطاير من عينيه، في تلك اللحظة اقتربت احدى نساء الحي لشراء بعد المستلزمات، فتنفس صاحبنا الصعداء، والتقط نفساً عميقاً حتى يتمكن من (استئناف تلك المفاوضات) بعد رحيل المرأة.
شربكة أخيرة:
طالبها بأن تنتهج (السياسة) في تعاملها معه، فألقت بملابسه خارج المنزل..!
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني