علي محمود حسنين .. مشاركة خاصة جداً
منذ أن غادر علي محمود حسنين الخرطوم إلى القاهرة عقب الإفراج عنه من معتقله على خلفية المحكمة الجنائية الدولية قبل ستة أشهر لم يفلح في إعادته الى واجهة الأحداث السياسية والخرطوم غير ملتقى جوبا.
—–
وبينما أعد علي محمود حسنين حقائبه على عجل ليلحق بآخر ساعات الملتقى بمدينة جوبا أرسل ورقة تسبق حضوره كبادرة لتأكيد مشاركته ولو في الثلث الأخير من الملتقى وحملت صحف الأمس أنه ما زال يتوقع حضور علي محمود حسنين الذي أخرت وصوله ظروف الطيران حسبما أٌعلن. وتكشف المتابعات بأن حسنين يسابق الدقائق للوصول الى جوبا ليتعارض إصراره على تسجيل حضوره مع موقف حزبه «الإتحادي الديمقراطي الأصل» الرسمي والمعلن منذ أن بدأ الحديث عن التحضير للملتقى ولم يتراجع الإتحادي عن موقفه الرافض للمشاركة في أعمال المؤتمر ذاك، وفشلت الجهود الرامية لتبيين موقفه من المشاركة، والحزب في باله أن الأولوية في سلم جدول أعماله يجب أن تمنح لتنفيذ إتفاقية القاهرة وحال نجاح ذلك فلن يبقى ما يقال بالنسبة للحزب في مؤتمر جوبا.
وإعتبر حاتم السر الناطق الرسمي للحزب بأن عدم مشاركة الحزب في أعمال المؤتمر لا تشي بأية مواقف عدائية ضد الحركة الشعبية الراعية له، ولربما إعتبر الحزب أن ملتقى جوبا مجرد تكتيك سياسي للقوى المعارضة في الوقت الراهن، باعتبار أن للوفاق بعداً إستراتيجياً وليس تكتيكياً لتحقيق مكاسب وقتية، وأفاد حاتم السر في بيان صحفي وزع على مقار الصحف بأنه إذا جاءت مخرجات المؤتمر غير متناقضة مع مواقف الحزب الثابتة والمعلنة سيرحب الحزب بها.
ولكن حسنين الذي اتخذ قراراً بالمشاركة باعتبار أن غياب حزبه «خطأ» قال إنه يحاول تفادي لعنة التاريخ بتلك المشاركة، مما دفع القيادي بالحزب علي السيد بالقول: إن أي مشاركة تعتبر شخصية، وعلل حاتم السر إصرار حسنين على المشاركة بأن علي محمود حسنين كان بعيداً عن العمل التنفيذي لفترة طويلة ولم يشارك في اتخاذ قرار الحزب بعدم المشاركة في أعمال ملتقى جوبا. وفيما يشبه التحذير المغلف قال السر إنه لا أحد مهما علا منصبه داخل الحزب يستطيع أن يتجاوز قرارعدم المشاركة «حسنين يشغل نائب رئيس الحزب».
وأكد مصدر قريب من رئيس الحزب « محمدعثمان الميرغني» لـ «الرأي العام» بأن لا ورقة مقدمة باسم الحزب للمشاركة في أعمال ذلك الملتقى الذي أعلن الحزب مبكراً عن عدم المشاركة فيه، وفيما يتعلق بمشاركة محمود حسنين قال إن الحزب ليس له صلة بسفره ولم يرتب لذلك وأن مشاركة حسنين أمر شخصي لأنه ذاهب لذلك المؤتمر ولا يملك أي تفويض ولا موافقة من الحزب الذي يرى أن ملتقى أهل السودان حسم كل القضايا في الساحة السياسية وبالنسبة لموقف الميرغني من مغادرة حسنين قال إذا ذهب الى المؤتمر بصفته الشخصية فهذا أمر وشأن يخصه ولا غضاضة فيه وليس من حق حسنين أن يتحدث باسم الحزب وأن يلتزم بأن كل ما يقوله في ذلك المؤتمر باعتباره رأيه الشخصي، خاصة وأن الحزب في الوقت الراهن يرى أن الأولوية والأسبقية يجب أن تمنح للوفاق السياسي الشامل ولمؤتمر يجمع كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني. وعن ما إذا كان حسنين سيتعرض لمحاسبة حال تحدثه باسم الحزب لأنه حسب تصريحه لم يتلق أي إخطار من القطاع السياسي بعدم المشاركة باسم الحزب قال المصدر إن للحزب محاذير إذا اتخذ حسنين هكذا خطوة.
أم زين آدم :الراي العام