أمينة الفضل

أخيراً أُسدل الستار


أخيراً أُسدل الستار
[JUSTIFY] لم تحظ قضية عادية بإعلام كثيف ومتابعة لصيقة كما حُظيت قضية مريم يحيى والتي منذ البداية لم أُصدق بأنها مسلمة او سودانية، إحساس ما كان يخبرني بأن وراء هذه المرأة قصة وأن قضيتها مفتعلة ورغم ما أُثير حولها وقصة أهلها، الا أنني كنت مقتنعة بما أحسست به، وكنت أقول دوماً أن قضية هذه المرأة ستنجلي على لا شيء وهكذا وبعد إطلاق سراحها ذهبت الى حيث لا يدري أحد ولا حتى اهلها الذين توعدوها بالقتل والقصاص، بعيداً عن الانفعالات اللحظية لنبدأ بالشكل العام لصورة مريم وأُصر على تسميتها مريم اسمها الذي اختارته وعُرفت به، لنبدأ كما قلت بشكلها ليس فيه شبه سوداني، بل الناظر اليها من اول وهلة يعلم ان هذه الصورة تعود لامرأة من دول الجوار إثيوبيا او إريتريا هذا هو الشكل العام، وطريقة ارتدائها للثوب السوداني تختلف عن الطريقة المعتادة، وحتى لا نغرق في التفاصيل فإنكارها لسودانيتها واحدة من القضايا التي كان يمكن ان تُنهي القضية في مهدها، دعك عن انكار انتمائها للدين الإسلامي، لكن ظهور أهلها المفاجئ هو ما جعل القضية تأخذ هذا الزخم الإعلامي والتعاطف مع الجهتين، وضحكت كثيراً حينما انبرى شيوخنا الكرام بتبرير حالة مريم وأنها تعرضت لسحر مما جعلها تؤمن بالمسيحية رافضة دينها الأصلي، الأمر برمته قضية مفتعلة وأخذت حيزاً لا تستحقه، وكل ما أثير ويُثار حولها ما هو الا تغطية لأمر آخر قد يكون أقرب الاحتمالات الحصول على الكرت الأخضر لدخول امريكا دخول الفاتحين، ولا أدري لما تُرهق الدولة نفسها وتزج باسمها في قضايا يمكن أن تبدأ وتنتهي في قاعات المحاكم دون ضجة ودون أضواء كاشفة، لتبقى الحكومة في مهمتها الأصلية تحسين وجه البلاد خارجياً وتوفير الامن والغذاء والعمل لمواطنيها، فهذا الشعب لا يريد أكثر من ذلك، فلا ترهقوه أكثر من ذلك، وما أن تشعر الدولة بململة الشعب وسخطه حتى تبرز قضية صغيرة وتطفو للسطح مخلفة ضباباً كثيفاً وموجهة اهتمام المواطنين الى وجهة أخرى، والآن بعد أن خرج الصادق المهدي من السجن وخرجت مريم يحيى أيضاً سيتجه الرأي العام مباشرة لجاسوس الموساد الذي انتحر، سمعنا انه انتحر فهل بالفعل انتحر أم نُحر؟ وهل كان يخفي معلومات مهمة وخطيرة قد تودي بسمعة ومراكز الكثيرين، ولذا فالموت كان هو الخيار الأفضل، ام أنه انتحر هروباً وندماً على تسببه في مقتل أبرياء لا ذنب لهم.. الأيام ستكشف ما خفي الآن. وسؤال يلح عليَّ بصورة مزعجة أين أهل مريم او ابرار الآن من الأحداث، وهل بالفعل هم أهلها؟ وماذا وراء إثارة هذه القضية والآن تحديداً، وقد تزوجت وأنجبت وعملت بمدينة القضارف التي يقول أهلها إنهم منها؟ أجيبونا لا أسكت الله لكم صوتاً حتى لا تكثر الاحتمالات والتخمينات، وبعد كل هذا الرهق أخيراً أسدل الستار على قضية مريم واختفت بسرها بعد أن رفضت الإفصاح والتصريح لوسائل الإعلام التي جعلت من قضيتها قضية رأي عام عالمي تناقلته صحف الغرب، ولم توجه كلمة شكر واحدة لكل الذين ظلوا يتابعون قضيتها الغريبة، فقد جازتهم جزاء سنمار. لكني أؤكد أن وراء هذه المرأة أمراً آخر لا علاقة له بالدين والجنسية، انتظروا فإن غداً لناظره قريب.
[/JUSTIFY]

حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]